[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]

وإلى أي مدى يستطيع أحد ما إخراج ما يسكننا من قبح وشر ليستخدمه في آخر المطاف ضدنا ! لم يكن الفيلم المسيء لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أول استفزاز تتعرض له الأمة الإسلامية وبالطبع لن يكون الأخير ما دام يسكن هذه الأرض بعض الحمقى ممن تمتلئ قلوبهم بالحقد والكره للإنسان نفسه قبل الحديث عما يعتنقه من دين، ماحدث من ردة فعل كبيرة مستنكرة للفيلم المعروض في جميع البلدان العربية والإسلامية لم يكن مستغرباً فتلك الشعوب مهما عانت الأمرين في حياتها من فقر وجوع فإنها تعتز بدينها ومقدساتها ولا تسمح لأحد بالمساس بها وأمام كل هذا لماذا سمح المسلمون أنفسهم بسقوط قتلى وجرحى من أبنائهم بدلاً من ملاحقة من قام بإعداد الفيلم وطاقمه والانتصار لنبيهم بأمر العدالة ؟ ففي اليمن سقط خمسة قتلى وجُرح العشرات وكذلك في ليبيا ومصر والعديد من البلدان العربية التي فقدت بعض مواطنيها وانتصرت دون أن تشعر لمادة تلفزيونية رديئة يقف خلفها مجموعة من المرضى النفسيين كان هدفها الأول إشعال فتنة طائفية في مصر تندرج تحت إطار كرهها العميق للدين الإسلامي، لم يقتصر أذى عاطفتنا نحن المسلمين على سقوط أبنائنا كضحايا في مقابل ثمن هذا الفيلم البخس بل طال مداه ليوقع عدداً من الحكومات في مشاكل لا نهاية لها كما حدث للحكومة الليبية التي وجدت نفسها محرجة أمام العالم بعد فشلها في حماية السفارة الأمريكية التي قتل فيها السفير وعدد من أفراد البعثة الدبلوماسية الذين مهما بلغ سوئهم كما يقول عنهم البعض فإن لا ذنب لهم في قضية الفيلم المسيء، ذهب المسلمون في تيار واحد ما بين قتيل وجريح وتسببوا لأنفسهم ودينهم بالأذى ظانين أنهم بفعلهم هذا ينتصرون لنبيهم الذي نصره ربه قبل أكثر من ألف عام بل وزادوا على ذلك بمنحهم دون علمهم الفرصة لبعض المتأسلمين من الجماعات المتشددة للعبث بالممتلكات والبعثات الدبلوماسية في الأوطان الإسلامية والتي سوف يعود ضررها على تلك الشعوب جمعاء، لا يمكن اختزال محبتنا للنبي صلوات الله عليه في أيذاء أنفسنا وقتل كل بريء غير مسلم غير مذنب، أثبتت هذه الأزمة انكماش دور علماء الإسلام ودعاته وتأثيرهم على العامة الذي بات محدوداً لا يشكل شيئاً ذا قيمة بعد أن أشغلتهم قضايا التفرقة المذهبية وفتاوى رضاعة الكبير عن توعية المسلمين وأخذ عقولهم على الطريق الموصل لبر الأمان الرافض للعنف وإراقة الدماء، ستمر أزمة الفيلم المسيء وتسقط من ذاكرة الناس سريعاً عدا ذاكرة البعض من الذين فقدوا ابناً أوقريباً ذهب ضحية لفيلم لا تتجاوز مدته الربع ساعة، أما نبي الله فسيبقى مكرماً شامخاً في ذاكرة كل مسلم ومسلمة.
. twitter : @saudibreathe
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *