** يتحدث كثير من الناس عن بطء العمل في وزارة الاسكان وثمة من ينتقد وآخر يسخر، والثالث يتعجب من ضعف آليات عمل الوزارة وعدم قدرتها على تحقيق حلم البسطاء ممن لا يملكون مساكن وطال بهم العهد على هذا الحال وعندما بدأت بيارق الفجر تلوح حدث التلكؤ والتأخير حتى ظن بعض المواطنين أن حلمه قد لا يتحقق في الحصول على مسكن العمر وحلم السنين.
** وأنا في واقع الأمر مع كل هذه المشاعر لاخواننا المواطنين وايضا مع كل احلامهم الوردية بالحصول على سكن خاص يأويهم واسرهم ويكفيهم مؤنة الاستئجار وهموم الايام القادمة بما فيها هموم الاطفال الصغار الذين لو مات ابوهم وهم بدون سكن فكيف سيكون حالهم بعده؟
** نعم وزارة الاسكان عجزت عن ايجاد آلية محكمة في عملها الرامي الى توفير مساكن للمحتاجين وهذه تحسب على الوزارة ولا تحسب لها والعجيب ان الوزارة تتحرك في حلقة صغيرة مفرغة أو تدور في مكان ومساحة صغيرة من غير أفق واسع، ولا رؤية منهجية ولا بعد استراتيجي,ومن دون زعل وللمقارنة فانه في المقابل ثمة نجاح باهر لوزارة العمل في معالجة البطالة وهي المشكلة الاصعب والاكثر تعقيداً من مشكلة الاسكان ومع ذلك قدمت وزارة العمل عدة مشاريع “مؤسسية” كان لها صدى واسعاً ونتائج ملحوظة.
** وثمة في الواقع مشكلة في المواطن نفسه ولكن هذه المشكلة تظل تحت السيطرة متى كانت الآليات حكيمة والمشكلة هي ان هناك بيننا من غلب عليه الطمع والجشع وهؤلاء سيسارعون الى طلب الحصول على مساكن وسيتظاهرون بانهم “غلابة” وليس لهم مساكن تأويهم وقد يتقدم بعض من لديه سكن بطلبات لابنائه مع انه قادر على بناء او استئجار مساكن لهم نقول هذا بالقياس على مسألة (منح الاراضي) فكم من اناس مقتدرين زاحوا المحتاجين على المنح وخطفوها منهم ان كان بالواسطة او بالحذلقة.
** واخيرا .. لست متشائماً ولكنني اظن ان فكرة بناء مساكن من قبل وزارة الاسكان وتقديمها للمحتاجين لن تنجح بشكل باهر, النجاح الاكثر سيكون من خلال تقديم قروض ميسرة جداً بواقع قرضين, قرض لشراء أرض وآخر لبناء مسكن مع ما يلزم من آليات محكمة وشفافة تضمن الا يحصل على أي من القرضين إلا من كان محتاجاً واثبات ذلك ليس عسيراً على من كان إدارياً محنكاً.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *