هل فارق السن يمنع الحب ؟
هل من الممكن أن نضحى بسعادتنا فى الحب فقط من أجل إرضاء المجتمع ؟ لا يخفى على أحد أننا نعيش بمجتمعات طوال الوقت تطلق أحكاماً على الأخرين ، سياسة “حشر الأنف” والتدخل فى ما لا يعنينا والتطفل على الأخرين هى الثمة الأساسية فى المجتمع
لكن ما لا يعرفه المجتمع المتطفل أن الحب لا يعرف فارق بالسن وليس له قواعد ، أهم أُسس الزواج هى الود والأمان الذى غاب فى الكثير من الشباب بسبب عدم تحمل المسؤولية والإستهتار بالمشاعر عكس الرجل الأكبر والأنضج فهذه الزيجة لها الكثير من المميزات بعيداً عن المجتمع الذى ينصب نفسه قاضى يحاكم البشر على قرارتهم وحياتهم الخاصة فإن كنت لا تخطئ لك الحق فى محاسبة الأخرين على أفعالهم أيها الملاك !
لعل خير مثال على الزواج الناجح مع وجود فارق بالسن زواج كاثرين زيتا جونز من النجم مايكل دوغلاس الذى يكبرها بحوالىّ 25 عام ، الإثنين يتمتعون بشهرة واسعة للغاية وإلتفاف الملايين حولهم لكن سهم الحب أقوى بكثير من أى مظهر إجتماعى فقرر الثنائى الزواج بعيداً عن الإلتفاف لأى أحاديث جانبية من قبل الأخرين ، الحب من أجمل المشاعر التى تربط بين إثنين خاصة الرجل الذى يكبر الفتاة فى العمر لأنه ترى فيه الحبيب والزوج الحنون الذى يحمل الكثير من الصفات الرائعة التى فقدتها فى الشاب
الزواج من رجل يكبر الفتاة فى العمر له مميزات أبرزها أنه رجل مستقر نفسياً ويقدر المنزل والمسؤولية وناضج بما يكفى لإستيعاب أفكار الطرف الأخر بعيداً عن الصدامات والأزمات التى تواجه الزوجين فى بداية الحياة إن كان السن متقارب بينهم ، كما أنه رجل ناجح فى حياته العملية فلن ينشغل على الزوجة فى بناء مستقبله العملى ، وسيحقق لها أيضاً الإستقرار العاطفى الذى تبحث عنه لأنه لديه خبرة كافية فى تجاربه العاطفية فى الحياة عكس الشاب الذى مازال لم تتشكل شخصيته بشكل صحيح ولا يجد إستقرار عاطفى حتى إن تزوج عن حب ، الأمر يتعلق أيضاً بالمسؤولية عند الإنجاب فالشباب ليسوا على إستعداد لتحمل المسؤولية وممارسة دور الأب فى حين أن الرجل الأكبر سناً لديه خبرة كافية فى تربية الأبناء والتفرغ لهم كذلك تجد المرأة معه الراحة لأنها تعيش مع رجل ناضج مثقف لديه من الخبرات فى الحياة ما يستطيع أن يفيدها ويحميها من الوقوع فى الأخطاء
هناك بعض الأفكار العقيمة التى زرعها المجتمع داخلنا حتى تحولت لكابوس مفزع يؤرق إستقرار حياتنا منها أن الرجل الأكبر سناً لا يستطيع مجاراة الفتاة بسبب إختلاف الثقافات والأفكار فى حين أن الدراسات أثبتت أن الفتاة تتأثر بشكل أكبر بالزوج الذى يكبرها لأنه لا يمكن أن يضرها أو يجعلها تقدم على خطوة غير محسوبة تكون عواقبها وخيمة وذلك بحكم ثقافته وخبراته الواسعة ، كذلك التوافق الكبير بينهم لأن كل طرف يستطيع إكتشاف الاخر بسهولة عكس الزواج المتقارب السن به لأن كل طرف يدخل فى صراع لأثبات نفسه أمام الطرف الأخر وكذلك وضع شروطه وقواعده عليه ، أيضاً تجد به الحنان الأبوى خاصة التى فقدت أبيها أو تعيش بعيداً عنه
من المضحكات المبكيات فى الأمر أن الكثيرين ممن ينتقدون هذه الزيجة يشعرون بالغيرة تجاهها ، فالمرأة التى تلوم على فتاة لأنها تزوجت من رجل يكبرها عندما تراها مستقرة وسعيدة فى حياتها وتعيش قصة حب رائعة تشعر بالغيرة تجاهها بل وتتمنى لو أنها كانت مكان تلك الفتاة ووقتها لن يفرق معها “كلام الناس” فهى سعيدة فى حياتها وهذا المهم عكس هذا الزوج الذى يقرب لها فى العمر لكنها تشعر معه أنها تبلغ من العمر مئة عام بسبب الصراعات والمشاكل التى لا تنتهى أو لسبب إهتمامه بالعمل أكثر منها أو إهماله لأطفاله أو الأسوء وهو علاقاته النسائية المتعددة !! الأمر نفسه على الرجل الذى ينتقد رجل أخر لأنه تزوج من فتاة تصغره فهو بحقيقة الأمر ناقم عليه بسبب أنه يعيش قصة حب مع فتاة تحبه وتجتهد لإسعاده وتكرس حياتها له وهو يبادلها نفس المشاعر والحب ، وهنا يجب أن نلقى كل ما يتحدث به الأخرين خلفنا ونمضى قدماً تجاه من نحب فالحب الحقيقى لا يتكرر مرتين فى الحياة ولن يعوضه أى شيئ فلا جدوى من زواج مناسب إجتماعياً وغير مناسب نفسياً للمرأة والرجل ويحمل الكثير من المشاكل والأزمات التى لا حصر لها وينتهى بالطلاق أو الأمراض النفسية التى يدفع ثمنها الأطفال
عزيزى الرجل إذا شعرت أن هناك فتاة تحبك لا تكترث لأمر أحد فقط إجتهد حتى تتزوجها وتمضى أسعد أيام حياتك معها وتنعم بقصة حب حقيقية بعيداً عن كلام الناس الذين بكل الأحوال يتحدثون ! والأمر نفسه للفتاة ، إذا وجدتى الحب الحقيقى فى رجل يكبرك لا تترددى لحظة فى إعلان حبك له خوفاً من الأخرين فأنتِ أمام رجل يقدر مشاعرك جيداً وناضج بما يكفى كى يتحدث معكِ عن مشاعره تجاهك وحبه بشكل حقيقى
التصنيف: