هل تسمح لابنك باللعب في الشارع؟

• بخيت طالع الزهراني

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

** هل الأفضل أن تجعل ابنك الصغير (في سن ما فوق عشر سنوات) يذهب ليلعب في الشارع مع أصحابه.. أم أن الأحسن لك ـ كأب ـ وله أيضاً أن يكون داخل البيت معظم الوقت، بحيث لا (يحتك) بأقرانه، خوفاً عليه من (الشارع) ومن مؤثراته التي لا أحد يعلم عن عواقبها؟.. هذا السؤال أظنه يراود الكثير من الآباء والأمهات، ولكل واحد ـ تقريباً ـ رأيه، وفلسفته، ونظريته في الجواب عليه.
** وما دام أن الآراء متباينة حول هذه المسألة، فلا بأس أن نعرض جانباً منها، طبقاً لما قمت به شخصياً من طرح هذا الموضوع للنقاش في بعض الجلسات الخاصة، التي كانت تضم شخصيات مختلفة، لكل منهم رؤى مختلفة. وبداية فقد قال الفريق الأول إن \”الشارع\” بكامله شر محض، ولا خير فيه أبداً، وأن من يجعل ابنه يخرج للشارع، ويظل فيه لعدة ساعات، فإن ذلك معناه تضييع للأمانة، وتنازل صارخ للمسؤولية والأمانة من الأب والأم تجاه ابنهم، بأن يكون ضحية لشرور الشارع ومشاكله، وما يحفل به من \”أولاد\” غير جيدين.
** ويرى الفريق الثاني أن بقاء الطفل أو الشاب في البيت فيه ازعاج شديد لأهل البيت، ومن الأفضل أن يدع المكان لساعات قليلة، وخلالها يستريح أهله منه بعض الوقت، ويجدد الطفل نشاطه وحيويته مع أصحابه قليلاً، وأن من يجدهم في الشارع ليسوا أعداء، بل هم أبناء الجيران والأقارب، وهم معروفون، ومعروفة أخلاقهم ولا خطر سلوكياً على الابن الصغير من الخروج إليهم، والاستئناس بهم، وقضاء بعض الوقت معهم في لعب الكرة مثلاً، أو بعض ألعاب السباقات والعدو، أو بالدراجات في حدود منطقة ضيقة غير بعيدة عن المساكن.
** ويرى الفريق الثالث أن المسألة (فيها نظر) فالخروج المطلق ممنوع، و(الحبس) الطويل في البيت ممنوع كذلك.. ولابد من التوسط في المسألة.. بحيث يخرج الطفل من البيت لساعات قليلة جداً، وفي مواقع غير بعيدة عن البيت، للهو مع أصحابه الذين يعرفهم هو ويعرفهم أهله تمام المعرفة، وأن يكون لهو الطفل في أمور مسموحة ومعروفة كلعب الكرة، أو سباقات الجري، أو اللهو بالدراجة في أماكن غير خطرة بعيداً عن الشوارع ذات الخطورة بالدهس من السيارات، وأن يكون أصحابه من ذات مرحلته العمرية.
** والواقع أن عدداً من التربويين يرى أن هذه المسألة معقدة، ولا يمكن أن يكون الرأي فيها مطلقاً في كل الأحوال.. ويرون أن من المهم أن يخرج الطفل بعد العاشرة من عمره إلى المجتمع أو لنقل إلى الشارع، لاكتساب ثقافة مهمة جداً، وهي (ثقافة التعامل مع الآخر) وهذه الثقافة لا يصنعها البيت بين أربعة جدران، ولا نصائح الأب والأم لوحدها، بل يجب أن يندمج الطفل مع أنداده، فيتعلم كيف يعقد الصداقات، وكيف يتصرف، وحتى لو أخطأ الطفل أو أخطأ عليه أحد، فإنه من خلال المشكلة الصغيرة، يتعلم الطفل أكثر.
** ويرون كذلك أن \”حجز\” الطفل في البيت وتوفير الألعاب المختلفة له، ومنها الحاسوب وغيره بعد سن العاشرة، لا يصنع من الطفل شخصية قادرة على (إدارة نفسه) وسط المجموع، بل يظل ربما طيلة حياته أسيراً لما يمكن أن نقول عنه (الحماية الزائدة) التي تعطل قدراته الذاتية في التفكير، وحلّ مشكلاته بفعل (الصح والخطأ).. ترى إلى أي حدّ وصل هؤلاء المربون في تشخيص هذه المشكلة؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *