[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د.إبتسام بوقري[/COLOR][/ALIGN]

يشكو البعض من قلة الأصدقاء الأوفياء في زمن تبدلت فيه القيم والأشياء ويحتار كيف يجد صديقاً صدوقاً لايخذله ولايغتابه ولايتخلى عنه حين يحتاجه، ينفعه ولايضره، يقدم له النصيحة دون أن يجرحه، ويكون معه في أي وقت يريده.. ويستمر البحث عنه وربما لايجده إلا بصعوبة وقد لايراه وهو قريب منه ، يلقاه في أية مكتبة منتظراً اختياره له، وليس بالضرورة أن يكون من بني البشر فهم متغيرون ومتقلبون لكن صاحبه هذا لايتغير وإن مرت السنون فيظل قلبه أبيض بلون صفحاته وتظل كل كلمة مكانها وكل خط وضعته فيه ثابتاً كما تركته،هو طوع أمرك وبين يديك حين تشاء،ولايبحث عن أعذار ليتهرب منك، فهو حقاً أوفى صديق فهل عرفته؟. إنه كما قال الشاعر : وخير جليس في الأنام كتاب.
وللأسف أننا نغفل عن أهميته في حياتنا وننشغل بغيره وبالتالي نخسر كثيراً من منافعه، فكم من الحكمة والعلم والتجارب يحملها لنا الكتاب لنا دون عناء منا ، فقط لوقرآناه بكل اهتمام، وهذا مافعله أعضاء نادي (أقرأني) في مدينة الخبر السعودية وفيه يقوم كل عضو بقراءة كتاب محدد ثم يجتمعون معاً للحوار والمناقشة بين الفتيات والشباب بشكل منفصل لكل فريق وبالتالي يحققون أكبر قدر ممكن من الاستفادة مما قرأوه من خلال النقاش والحوار البناء، وقد سبق أن اقترحت نفس الفكرة على فريق صناع جدة باعتباري عضوا فيه ولاقت تأييداً لكن لم نبدأ تنفيذها ، وهو ماتم تطبيقه أيضاً ضمن نشاطات مراكز الأحياء في مركز حي الروضة بجدة حيث أجتمعنا عدة مرات في هيئة الإعجاز العلمي لمناقشة كتاب محدد في كل مرة، وكانت التفاعل جيداً.
ومن الأفكار الجميلة أيضاً في مجال القراءة وتشجيعها هي فكرة الاستفادة من الكتاب المستعمل وهو الأساس الذي انطلقت منه فعاليات معرض الدار البيضاء للكتاب المستعمل بتاريخ 4 أبريل 2011م والذي تنظمه الجمعية البيضاوية للكتبيين ووزارة الثقافة بالمغرب، وهي الدورة الرابعة للمعرض وتستمر فعالياته لمدة أسبوعين وتتميز بعرض 200 ألف عنوان تقريباً من الكتب المستعملة ، وتشمل العديد من التخصصات بعدة لغات العربية والإنجليزية والفرنسية، وتباع بأسعار رمزية بهدف تقريب الكتاب من المواطن البسيط لمنحه فرصة إقتناء وقراءة الكتب، كما تم تخصيص جوائز من الكتب للتلاميذ المتفوقين، إضافة إلى عقد ندوات ولقاءات ثقافية متنوعة ويشمل كذلك توقيع مؤلفات.
وهناك فكرة أخرى مشابهة انتشرت في أمريكاleave the book) \”أترك الكتاب\” وبدأ تطبيقها في عدة مدن عربية وهي تتلخص في أن كل شخص لديه كتب سبق أن قرأها ولن يرجع لذلك فهو يحمل الكتاب معه في أي مكان يذهب إليه ويتركه ليأخذه شخص آخر قد لايعرفه لكنه يستفيد منه، وأنا شخصياً نفذتها وتركت بعض الكتب في مقهى أندلسية الثقافي في مدينة جدة والذي يمثل نموذجاً راقياً لنشر الثقافة باحتوائه على مكتبة عامة وأيضاً إقامة كثير من المحاضرات والندوات الثقافية وتوقيع كتب فيه.
نحتاج لكثير من الحراك الثقافي لتفعيل دور الكتاب في حياتنا وإعادة اعتباره كصديق لنا، وليس ببعيد عنا معرض الكتاب الذي أقيم مؤخراً في مدينة الرياض وكان تظاهرة ثقافية رغم بعض الملاحظات عليه.وندعو للمزيد من الاهتمام واستمرار الفعاليات طوال العام .
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *