هل بدأت ملامح الحرب الجديدة؟

• ناصر الشهري

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR][/ALIGN]

في تهديد إيراني واضح لدول الخليج وجهت طهران ما أسمته تحذيراً لدول المنطقة من استخدام لقواعد أمريكية في المنطقة ضد إيران. وهو ما يعني أن دولاً مثل قطر والكويت والعراق التي فرض واقع المواجهة مع الاحتلال العراقي ممثلاً في نظامه السابق والذي سمح بوجود هذه القوات الأمريكية من منطلق السيادة الوطنية لهذه الدول ومن منطلق اتفاقيات أمنية وعسكرية وتدريبات مشتركة. كلها تخلق خطاباً جديداً لطهران.والسؤال : لماذا في هذا الوقت بالذات يرفع المسئولون في إيران أصابع الاحتجاج؟.والجواب ببساطة هو التأكيد على أن القوة النووية الإيرانية لم تكن سلمية في ظاهرها كما يزعمون بقدر ما تتضمن برنامجاً عسكرياً للدمار الشامل بدأت أسراره تبرز إلى المنظمة الدولية. ولأجهزة المخابرات الأمريكية والأوروبية ومن ثم فإن هروب حكومة أحمدي نجاد من مواجهة الداخل إلى حروب الخارج لن تكون مغامرة سهلة.. كما أنها لن تكون فسحة بالطريقة التي يريدها منظرو السياسة الإيرانية. بقدر ما تكون كارثة أول وقودها الشعب الإيراني ومكتسباته حين يخلق نجاد واقعاً جديداً من التهور وتحدي العالم وكأن سيناريو صدام حسين قد بدأ في نسخته الثانية.
وحتى لا يجلب الرئيس الإيراني لدول المنطقة كارثة جديدة وفي مقدمتها إيران التي ندعو لها شعباً وأرضاً بالسلامة من كل مكروه.. فإن المنطق يقول : إن البطولة الحقيقية هي توفير الأمن والاستقرار.
واستخدام العقل السليم في رؤية وقراءة الواقع السياسي والعسكري والاقتصادي سواء في المنطقة أو خارجها. وحجم المواجهة في إطار من المسؤولية وتحكيم القيم المشتركة لمصالح الأمة بعيداً عن رسم خارطة طريق للدمار.وهو ما أدى إلى الإحساس لدى صناع القرار بوصول العقوبات إلى مرحلة قد تصل إلى استخدام القوة بتفويض دولي لتجريد الإيرانيين من الأسلحة النووية. وبالتالي كان لابد في نظر أولئك المسئولين طبقاً لأبعاد وأهداف تصريح علي لاريجاني أن يتم توجيه رسالة لدول الخليج على انه سيتم استهدافها في حال الوصول من قبل مجلس الأمن إلى قرار يفرض استخدام القوة الدولية أو لأي مواجهة منفردة مع الولايات المتحدة الأمريكية. وهو ما يقود إلى التأكيد على أن المشروع النووي الإيراني لم يكن إلاَّ لتوجيهه إلى دول المنطقة لسبب أو لآخر.كما أن مثل هذا التهديد الفاضح يؤكد ما في الأجندة التي على أساسها كانت قد بدأت طهران بناء المشروع. وعلى أساسها يتم تبادل الأدوار في التصريحات المختلفة للمسئولين هناك والمتفقة على المضمون.في حين منحت تصريحات لاريجاني الأخيرة في الكويت فرصة للولايات المتحدة الأمريكية لإرسال وتوزيع قوة صاروخية حديثة وقرع طبول حرب جديدة في المنطقة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *