[COLOR=blue][ALIGN=LEFT] الشريف خالد بن هزاع بن زيد[/ALIGN][/COLOR]

هل انتهت حكاية انفلونزا الخنازير؟ رغم التحذيرات العالمية التي أخافت البشر بأن هذا الشتاء سيكون موسم الموجة الثانية من ضربات الفيروس اللعين ونحمد الله أن تحذيرات المروجين ظلت كلاماً في الهواء ولم تصبح حقيقة.
كانت بالفعل مرحلة صعبة ملأت الدنيا ضجيجاً وصوراً وشرحاً وأرقاماً ومخاوف من عدم وجود لقاحات وعندما ظهرت باكورة إنتاجها سارعت دول العالم إلى حجز حاجتها مقدماً وبالمواعيد التي تقررها الشركات. سرعان أيضا ما خرجت صيحات متناقضة بشأن سلامة اللقاحات بعضها يؤكدها والآخر يشكك فيها وذهبوا بعيدا إلى نوايا الشركات المنتجة، رغم تطمينات منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة في معظم الدول.طلاب وطالبات مدارسنا مثل معظم المدارس في العالم كانت مقياسا لفطرة الإنسان عندما يواجه حيرة وتوجسا من مجهول يخشاه ولو كان لقاحا ضد مرض والدليل أن حوالى 80% منهم طبقا للواقع واحصائيات عن التربية والتعليم رفضوا التطعيمات فالوزارة أدت ما عليها مع وزارة الصحة التي وفرت اللقاح وفرق التطعيم، لكنها تركت الخيار للطلاب وأولياء الأمور باستمارة معبأة وموقعة بالقبول أو الرفض.
والحقيقة أن أكثرنا لم يستوعب حكاية الاستمارة هذه، فإذا كان الفيروس خطيرا واللقاح سليما وآمنا لماذا إذن يترك القرار لأولياء الأمور؟ هل هو لإبراء الذمة وإخلاء المسئولية؟ وإذا كان اللقاح حوله شبهات من الضرر بعيد المدى أو قريب، لماذا يتم التطعيم ولو كان اختياريا؟.
عموما وزارة الصحة قالت كلمتها بوضوح ووضعت ضوابط للوقاية وتصرفت بمسئولية كبيرة هي ووزارة التربية والتعليم والهيئة العامة للغذاء والدواء أفرجت عن اللقاح المعتمد منها بعد تتبع جميع مراحل إنتاجه من الشركات العالمية المتخصصة، وسارت الأمور على خير والحمد لله.لكن ما يلفت الانتباه حالة الهدوء بعد العاصفة المزدوجة التي صاحبت الإعلان عن ظهور إنفلونزا الخنازير في العالم ثم الأنباء المتضاربة عن اللقاحات وإلى اليوم هناك من يشكك في الموضوع من أوله إلى آخره ن إن كان في إثارة المخاوف من المرض والرد عليه بمخاوف من اللقاح وخطورته على جهاز المناعة للإنسان.
حقيقي كلنا أخذنا حذرنا واستهلكنا المعقمات عن بكرة أبيها حتى شهدت أزمة في السوق وكل طالب وطالبة احتفظ بقارورة في الحقيبة المدرسية ولم يغفلها كثير من الكبار رجالا ونساء حتى انتهت الحكاية واليوم وبعد كل هذا الضجيج نسأل : هل قضينا على أية مجال لذلك الفيروس، وهل لم يعد له مكان في العالم؟ وهل استحق هذا القدر الهائل من الخوف الذي أرعب الدنيا؟ وإذا كان كذلك فلماذا لم نعد نسمع عنه بعد أن كان الخبر الأول في كافة وسائل الإعلام ومحور البرامج الصحية والاقتصادية وحتى العاطفية والاجتماعية؟.الآن وبعد كل ما حصل وكل ما قيل وكل هذا الهدوء كأن شيئاً لم يكن . بعد كل ذلك نحتاج لتقييم بالحقائقأفيدونا أفادكم الله.
* نقطة: من يخاف مواجهة الحياة تزداد عليه الصعاب

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *