هل الغربة غربة مشاعر أم أوطان؟

Avatar

[COLOR=royalblue]يوسف احمد المقوسي[/COLOR]

هل الغربة دائماً في مفارقة الأوطان والأحباب،أو أن هناك غربة أخرى إن صح التعبير اسميها الغربة النفسية و بتوضيح أكثر عندما تشعر بأن أقرب الناس إليك غريب عنك، ويحدث ذلك عندما تكون الميول متفرقة والطباع متنافرة والخلافات كثيرة والتآلف أو الود مفقود وفي هذا الزمن ومع ما نشهده من تطور برايي خفت غربة الوطن رغم الشوق والحنين اليه لسهولة تواصلنا مع الاهل والوطن عبر شبكات التواصل الإجتماعي و الإنترنت و الهاتف، لكن وفي هذا الزمن زادت غربة الانفس وتباعدنا ونحن في نفس المكان وعلى نفس الارض وربما في نفس البيت.. أصبحت الغربة النفسية ليست بين الأقارب فحسب ،، بل تجاوزت ذلك إلى الأهل فيما بينهم .. الأخ مع أخيه و الأخت مع أختها و الأب مع ولده و الأم مع ابنائها…. حقيقة ما أشدها من غربة نفسية خاصة حينما يتلاقيان و يتنافران ولا يتكلمان و لا يتفقان .. يكثر بينهما الخصام و الخلاف لأتفه الأسباب و ينتزع من قلبيهما التآلف و الوداد .. حينها كل منهما يعيش وحيداً مع نفسه ، تمزقه الذكريات و تتقاذفه شياطين الهوى .. فتأبى عزته أن يعتذر ، فيظل غريباً بين أهله .. و هو يعيش معهم ، و لكن لا يعايشهم و من هنا اقول أن الغربة النفسية أشد و طأة على النفس من غربة الأوطان . قد أكون غريب وطن و لكن في فترة قصيرة أصبح و كأنني من أهله أما الغربة النفسية ، قد أكون مع بين أهلي و أقاربي و لكنني كالغريب بينهم ..وان من اصعب انواع الغربة هى غربة النفس فأى من كافة انواع الغربة يكون من السهل انهائها الا غربة النفس وهى تلك التى يقوم انسان بالعيش فيها وبها ولا يعرف ان يقتلع نفسة منها . ان الانسان احيان كثيرة يرى أنه يفعل اشياء وهو غير مؤمن بها بل احيانا كثيرة يشمئز منها ويتمنى ان يهرب منها ولكنها تكون كالقيد المحكم بشدة وصلابة لايستطيع ان يفك هذا القيد ولا يستطيع الهروب منها. ان على الانسان ان يستخدم محاولات كثيرة قد تحجبة عن تلك الانواع من الغربة , واحيان كثيرة يشعر الانسان انة كان فى زمن آخر وحياة اخرى غير التى يعيشها ويحياها ويجد نفسة غريب بين دهاليز الحياة الحقيقية فهى ليست الشوارع التى من المفروض ان اسير بها والنظام المتبع غير المفروض اتباعة ،خاصة اذا كان يوما جرب غربة حقيقية وياتى كى يجد كل شىء غريب أو تغير حتى المشاعر زائفة وليست حقيقية ، ما اصعب غربة النفس وكأنى تائة بين طرقات حياتى وليتنا نراجع قرراتنا هل كلها صواب او خطأ واحيان كثيرة نجد دموعنا تشاركنا غربتنا وكأنها تواسينا او تؤنس غربتنا. هى الحياة ولكن نحن غرباء فيها ولن نستريح الا بعد ان ينقضى عمرنا لعل نجد انفسنا فى قبورنا سعداء أو تعساء.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *