[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

هنالك عدة طرق تستطيع بها أن تصبح مواطناً لدولة ولكن في كل الأحوال تكون معاهداً لشعب هذا الوطن بأنك أحدهم تخاف عليهم ويخافون عليك، تصادق من يصادقهم وتعادي من يعاديهم باسم الوطن الذي قبلك وقبلت حمل هويته التي ستعرفك على الغير وتضمن لك حقوق المواطنة.
من شروط المواطنة الأصيلة عدم التخابر مع مجموعة أو دولة من الخارج ومساعدتها لفرض أي شيء على وطنك، إذا كان الوطن لا يعجبك أنت ومجموعة معك فهذا لا يعني أنك مخول للتحزب وضرب الاستقرار تحت حجة أنك غير متوافق مع ما توافق عليه غالبية المواطنين، حتى إذا كنت تريد الخطاب بالدين فقد أمر الله من يظنوا أنهم مستضعفون في الأرض بأن يهاجروا في أرض الله ووعدهم سبحانه طالما أنهم على حق أنهم سيجدوا \”مراغماً كبيراً وسعة\” ولم يأمره الله بمخالفة عهدهم والالتفاف على الوطن ومحاربة أهله ومن استأمنوهم.
إذا كنت سياسياً فهنالك وسائل للوصول للسلطة في مجتمع الأحزاب وهنالك طرق لنصح السلطة في حال عدم إمكانية الوصول حزبياً لسبب أو لآخر وبإمكانك اتخاذ موقف المعارضة بأصولها التي لا تقدم المصلحة الشخصية والحزبية ولكن المصلحة الوطنية وسوف تجد لك موقعاً في أي مجتمع مدني، ولكن إذا كنت تتحدث عن الوصول للسلطة دينياً فهنا يحدث الخلط بحكم أن الناس مختلفون كما أوجدهم خالقهم وبناء عليه حتى الفهم الديني تجد فيه الاختلاف بين الناس، الدين علاقة بين الخالق والمخلوق وقد تحدث بالتفكير فقط، السياسة تتعامل مع العالم وبناء على المصالح وهنالك منطق القوة وهنالك أمور كثيرة لا تستطيع التعامل معها بتوجه ديني إما لوجود مسلمين يختلفون معك أو لوجود ديانات آخري قد تشاركك القرار.
المصيبة العظمى وسبب أغلب البلاء الذي يعيشه المسلمون وبالذات العرب أن أغلبهم يستطيع تكفيرك واعتبارك عدواً لله بسبب رأيك المخالف له أو لها، الطامة الكبرى تحدث عندما تكتشف أن مكفرك يعتمد في قراره على قول إنسان لا يوجد له سلطان مبين كما يعلمنا رب العالمين الذي لا يخشاه في افتراه وظلمه لك ولكن يخشى غضب حزبه وجماعته عليه إذا ما فكر في مناقشتك وهذا نوع من التحوط خوفاً من اتضاح الأمر لضعف الحجة.
نشاهد جميعاً النتائج التي تحدث على الأرض في أكثر من دولة عربية وسببها الرئيسي ما تقدم، فهل نحن نشاهد نماذج مفرحة تجعلك تتطلع لمستقبل مشرق حتى دينياً أم أننا نستطيع أن نستنبط أننا أمام موجة إلحاد كبيرة عند الشباب في بعض تلك الدول بسبب التضارب بين ما يدعى أنه من عند الله ورسوله وبين ما يفعله قادة الأحزاب الدينية وأهدافهم الدنيوية. عيدكم سعيد
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *