هل أنا صديقك؟

** بعد حصولي على شهادة الابتدائية ..أخذت الملف الأخضر “العلاقي” الذي يتضمن شهادتي وذهبت إلى المدرسة التجارية المتوسطة .. والتي تعودنا أنها تؤهلنا لدخول الجامعة بعد اربع سنوات من الدراسة فيها بدلا من ست سنوات في الثانوية .. وبالطبع كانت تلك شائعات .. ودخلت علي مدير المدرسة ووجدته يتحدث على الهاتف ..وبعد انتهاء المحادثة قدمت له الملف ونظر إلي وسألني ماذا أريد .. فقلت له انني اريد ان التحق بمدرسته .. فطلب مني الرجوع الى الخلف عدة خطوات ..وفعلت .. فنظر الى قدمي .. وكنت ارتدي (تلليك) وكان موضة تلك الايام وثمنه غالي ..

قال لي اذهب وارتدي حذاء (جزمة) وعد إلي .. وفعلت وعدت ودخلت عليه ووضعت ملفي على مكتبه .. فنظر إلي .. ثم كرر نفس السؤال ماذا تريد .. واجبته انني اريد ان التحق بالمدرسة .. وسألني اذا كنت قد استأذنت منه للدخول الى مكتبه .. فقلت له لا … فقال لي إذاً اخرج من المكتب واطرق الباب .. وفعلت ودخلت الى المكتب .. فسألني(هل أذنت لك بالدخول) فاجبته وانا مرتبك لا .. قال لي اخرج واطرق الباب وانتظر حتي أأذن لك بالدخول .. وفعلت واذن لي ودخلت المكتب والتصقت به وانحنيت على مكتبه لاقدم له الملف .. فنظر إلي وسألني هل انا صديقك فترددت وقلت له لا .. لماذا .. . فقال لي اذن ابتعد عن المكتب وقف بعيدا بنصف متر. وفعلت .. وتباسط معي في الحديث واجرى معي مقابلة شفوية واعلن نجاحي وقبولي في المدرسة …

هذا الحادث او الموقف كان له تأثير كبير على حياتي .. وعرفت انني انتقلت إلى عهد جديد وحياة جديدة …
كان ولا زال بطل هذه القصة وقصص اخرى لا تعد ولا تحصى .. المربي العملاق والاستاذ الفاضل علي حسن سكري .. امد الله في عمره .. لقد علمني وادبني وشذبني وسقاني مفاهيم وقيم ومعايير جديدة في الحياة سابقة لعصري الذي كنت اعيش فيه .

استاذي الفاضل .. علي حسن سكري .. انني ادين لك بالفضل والعرفان بعد الله بما انا فيه وما املكه من مقومات واخلاقيات في هذه الحياة وبما احققه مما قسمه الله لي وبما الهمني به من نجاحات وانجازات لا املك الا الاعتراف بفضلك..امد الله في عمرك واجزل عليك حسن الثواب والبسك ثوب الصحة والعافية..آمين.