هـذا الحـوار وذلك اللقاء
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
** سبق وأن ذكرت بأنه قبل أكثر من ثلاثين عاماً أن كنت الصحفي الوحيد الذي يغطي أول زيارة رسمية لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية إلى تونس، بجانب الأخ محمد العمرو مندوب وكالة الأنباء \”واس\” والمصور التلفزيوني الأخ مشتاق فكان أن قلت لسموه ونحن في حديقة منزل وزير الداخلية التونسي الذي كان يقيم عشاء لسموه وأنا أقترب منه:
سمو الأمير إن من يراك ويقترب منك لا يعتقد بأنك وزير الداخلية. ابتسم سموه وهو يقول:
ليه؟!
قلت له إن الانطباع السائد لدى الجميع أن وزراء الداخلية أناس عابسون متجهمون ينظرون إلى الآخرين بريبة و \”بكشرة\”. نظر إليَّ سموه وهو يبتسم ولم يعلق على ذلك إلا بقوله برضه وزير داخلية، تذكرت هذا الموقف وأنا استمع إلى ذلك الحوار المشبع بالإنسانية وبالرقة في ذلك المساء بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وذلك الباغي.
لقد كان \”محمد بن نايف\” في حواره مع ذلك \”البغي\” قمة الإنسانية والتواضع والرأفة في محاولة ميله إلى طريق الصواب. إنني أتساءل كم مسؤول – عربي – يعمل في نفس مجال \”محمد بن نايف\” يتعامل مع مواطنه بهذه البساطة؟ أو يستطيع أحد من مواطنيه أن يلتقي به في منزله في مكتبه في مناسبة عامة؟
لا أقول هذا من باب غير الواقع؟ هل أحد منكم عرف هذا في أحد الدول الأخرى سواء كبرت أو صغرت عليه أن يدلني. إن المتمعن في هذا الحوار يخرج بانطباع غاية في الإنسانية التي يتمتع بها سموه تجاه هؤلاء المغرر بهم الذين ذهبوا إلى آخر الشوط في الجريمة تخطيطاً وتنفيذاً بعد يقينهم بصوابية ما يفعلون.. إنه العمى الذي أصاب \”بصيرتهم\” فذهبوا أداة لشياطينهم يحركونهم حيث يشاءون.
نعم إن هذا الشبل من ذاك الأسد.
التصنيف: