•• كلنا نتذكر تلك الحملة الواسعة التي قامت بها جهات الاختصاص ضد العمالة الوافدة والمترسبة، وطالبت بتصحيح أوضاعهم، واردفت تلك الحملة بتحذير من يقوم بالعمل لدى غير كفيله بعقوبات تشمل المشغل والشاغلة، وقد أحس الناس بارتياح كبير نتيجة هذا – التحذير – بأن من لديه من عمالة لن يجد نفسه في يوم “أغبر”، وقد هربت العاملة أو السائق.. أو العامل.. والتي دفع فيها مبلغاً كبيراً في استقدامهما.. لكن هذه الحملة توقفت عن المضي في تفتيشها لهذه العمالة السائبة مما جعل الأمر يعود كما كان في السابق فالعاملة التي تستسلم راتباً متفق عليه لا تتورع من – الهروب – إذا ما لوح لها بزيادة خمسين ريالاً، وتذهب وهي مطمئنة أن لا عقاب سوف يأتيها، وذلك الذي رحب بها في بيته هو الآخر مطمئن أن لا عقاب سيلحق به.
والطريف أن هناك بعضاً من المواطنين ما يحبذون استقدام أي عمالة من الخارج مبررين ذلك.. بأن العمالة من الداخل أرخص لكونه لا يضمن من يأتي بها أو به من الخارج لا يهرب ويخسر ما دفعه من مبلغ كبير له عند استقدامه.. فهو مرتاح “الجيب” عندما يستخدم عمالة سائبة من الداخل، وهو يعرف أن لا عقاب سوف يناله لأن لا أحد يسأل عن ذلك.
لقد اتاني صوت صديقي حزيناً وهو يقول لي في شبه الهمس: لقد هربت العاملة اليوم مع كل الاكراميات التي أعطيتها لها.
فلم أجد مبرراً لهروبها أبداً.
قلت: لابد أن هناك من لوح لها بالزيادة.. قال يمكن.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *