هذه القضية وهذا المشروع ليس من أولوياتنا!!
أتدرون ما الذي يشوه قضايانا ، ويجعلها أضحوكة بين العالمين ؟ هي تلك النغمة الممجوجة القائلة أن هذه القضية ثانوية وليست من أولوياتنا ، أو ذلك المشروع ليس وقته ، أو حينما يطالب أحد بخدمة حيوية لإحدى شرائح المجتمع فيقال له أين أنت من تلك الشريحة الأخرى ؟ نغمة نشاز وتجد من يصفق لها ويستطرب بتكرارها !! ربما لأنه متيقن من أنها أفضل وسيلة لضرب مطالب الناس وحاجاتهم ، أو لأنه يرى فيها هواية لتشويه كل خطة أو مقترح تستهدف القفز بالوطن نحو الأفضل ..المهم أن هذا الأسلوب هو أسلوب ممن لا يسعى إلي خدمة عامة أو مصلحة وطنية أبداً ، إلا إن كان ممن لا يزال يتصور أن قضايا المجتمع ومطالبه ماهي إلا كما السلسلة الرأسية التي لا ينبغي لأي حلقة فيها أن تكون بجوار الحلقة الأخرى ، فقط يرى الأمور من منظار الطابور .. الأول فالأول ، وهؤلاء ما أكثرهم .. ولعلكم لاحظتم من كتب يعترض على مشروع بناء ملعب الجوهرة في جدة بحجة أن الناس بحاجة لمشاريع الإسكان !! يعني يا ملعب الجوهرة خلك في الطابور !! مع العلم أن الجهتين مختلفتان ، وكل منهما هبش ميزانيته وذهب لينفذ مشاريعه ، فما ذنب الجهة الرياضية إذا كانت جهة الإسكان متقاعسة ؟ طبعاً هذا ليس إلا نموذجا ، وإلا فإن الصحافة تعج وتضج بأمثال ذلك وأكثر ، انظروا من حولكم واقرأوا كم كاتب فذ يتعامل مع معظم الأمور بتلك الطريقة المأزومة ، أتذكرونهم إبان زوبعة بيض الحبارى في مجلس الشورى ؟ حينما استكثروا على مؤسسة وطنية لها هيكلها واعتماداتها الوظيفية والمالية أن تحظى بوقتها أسوة ببقية مؤسسات الدولة في نقاشات قبة الشورى ، وراحوا يسخرون من المجلس حينها لذات النغمة الفارغة .. نغمة تجاهل حاجة الناس للتوظيف والسكن والتأمين الصحي و و … ، مع أنهم يعلمون أن ما تم تداوله في موضوع النقاش لم يكن عن بيض الحبارى فقط ، بل كان يشمل برامج ومشارع الحياة الفطرية على مدار عام كامل ، فلو كان معظمهم على بصيرة من واقع مؤسسات الدولة لأمكنهم فهم معنى أن تحظى كل مؤسسات الدولة بذات التقدير والمعاملة مهما كانت مهام وبرامج هذه أو تلك المؤسسة.
نعم لكل الحق في الاعتراض والنقد وإبداء المرئيات حول أي قضية من القضايا أو مشروع من المشاريع ، لكن ليس بضرب بعضها ببعض ، وإسقاط فشل جهة على جهة أخرى ، إنما بتوجيه السهم جهة القضية ذاتها بغض النظر إن كانت أساسية أو فرعية ، ولذات المشروع وحده بغض النظر عن تأخر وفشل بقية المشاريع ، فمن حقنا أن نطالب بأن يجد كل شبابنا فرصة عمل أو سكن أو أي حق من الحقوق ؛ لكن ليس من حقنا أن نطالب لأجل تحقق ذلك تعطيل مشاريع الرياضة أو الترفيه أو الثقافة أو السياحة أو الحياة الفطرية !! هذا عبث .. لأننا بهذا المنطق كأننا نقول أن بعض مؤسسات الدولة هامشية وبالتالي فإن برامجها أو مشاريعها تبعاً لذلك مثلها هامشية ، يا سادة لكل قيمته ودوره وأهميته من أكبر وزارة إلي أصغر مكتب ، فلا تنتهزوا بطء الكبيرة لتشلوا نشاطات وهمة ونجاحات الصغيرة ، والأمر ذاته ينطبق على فئات وشرائح المجتمع .. لا يوجد شريحة مفضلة وأخرى مستبعدة .. وفئة أهم وأخرى أقل أهمية .. لكل الحق في إيصال صوته وحاجته ومعاناته ، أعتقد أن الفكرة وصلت…
@ad_alshihri
[email protected]
التصنيف: