هذا الوقت سوف يمضى
قرأت منذ فترة عن أحد الملوك بالهند طلب من وزيره أن ينقش له جملة على خاتم إن قرأها وهو حزين فرح وإن قرأها وهو سعيد حزن..
فنقش الوزير “هذا الوقت سوف يمضى” وكأن هذا الوزير نقش هذه الكلمة على قلوبنا جميعاً
من منا لم يتعرض لجرح أبكاه وأوجعه ثم أتت نسائم الرحمن لتخفف عنه، من منا عندما يفرح يتلقى صدمة مُوجعة بعد ذلك
قد نبالغ فى الحزن وقد نبالغ فى الفرح، ولكن فى كل الأحوال هذا الوقت سوف يمضى، والوقت القادم أيضاً سوف يمضى بحلوه ومره فلا حزن دائم ولا فرح دائم
ولكن كل هذا الوقت الذى يمضى ويأخذ معه كل آلامنا وأفراحنا هل سيمضى بسلام أم سيمضى وهو تارك بالقلب بعض الأثار والجروح التى لا تُنسى وليس لها أى دواء، فهناك بعض الجروح لا تنسى وتتحول مع الوقت إلى ذكريات حزينة تؤلمنا كلما تذكرناها
مثل صورة قديمة مع أحباب فارقونا، أو ذكرى زواج فتاة من رجل أحبته وكان لها كل الحياة ثم تركها ورحل..
مع مرور الوقت تتغير البشر، تتغير الأحداث، الظروف، كل ما حولنا يتغير وحتى الذكريات
يؤلمنى كثيراً لحظات سعادة مرت علىّ وحتى على غيرى من الكثير من الفتيات، ثم بدون سابق إنذار تحولت إلى أقوى وأعمق جرح وذكرى مُوجعة حملها القلب يوم
لا أعلم هل سننجوا هذه المرة من هذه الذكريات؟
لقد فات الكثير والكثير من قبل، ولكن هل نستطيع إنكار أن هنالك بعض الذكريات التى تعد الأعمق والأكبر؟؟
ليس لدى أى طريقة أو دليل أو بصيص أمل يمكنا من الحصول على حل جذرى للتخلص من تلك الذكريات التى أنهكت قلوبنا شوقاً وبكاءاً
يراودنى بعض الأفكار التى قد يرسلها قلبى إلى عقلى تقول له أنه قد يأتى يوم وتتحول هذه الدموع إلى دموع فرح
فيرد عقلى على قلبى يخبره بأنها حتى إذا تحولت إلى دموع فرح سيأتى يوم وتمضى!
فكيف سيكون السبيل للتخلص من هذا الجرح الذى أتى مرة أخرى أعمق وأشرس مما سبقه
بالرغم من كل ذلك سيبقى صوت يهمس داخلى بأن هذا الوقت بحلوه ومره سوف يمضى…
أتمنى لكل من يقرأ كلماتى وأبكاه شوقه لنفسه القديمة أن تعود إليه من جديد ويتذكر جيداً أن كل ما يمر به سوف يمضى
التصنيف: