[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]

حلّ الاستقرار باعتلاء فخامة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كرسي الرئاسة وهو في قمة حيوته ونشاطه وكأنه شاب في الثلاثينات من عمره بينما تجاوز الثامنة والأربعين ولكنه سحر الطبيعة التي ولد فيها والتي جادت عليه لكي يعتلي هذه المكانة القيادية مؤكدا لشعبه ودولته الثقة المطلقة لقيادته سفينته لبر الآمان ولاشك أن مثل هذه النماذج من القيادات السياسة يعد اليوم مطلبا حضاريا فالتجارب السابقة على مستوى العالم تؤكد أن العالم سئم الخوض في معارك حربية خاسرة لاتجر إلاّ الدمار وسفك الدماء والاقتتال الغير مشروع وما نراه اليوم من انتكاسة على الاقتصاد العالمي يعد ضربا من الخيال وحسب رؤية عدد من خبراء ومحللي الشأن الاقتصادي ومنهم الأكثر تشاؤما بأن لا يصل للمستوى الذي وصل إليه في الأيام القليلة الماضية وعلى وجه التحديد في الربع الأول من السنة الميلادية الحالية وإن كان البعض لازال يرنوا لتفاؤل بحذر شديد خوفا أن تذهب مدخراته أدراج الرياح ويعرض نفسه لخسائر من الصعوبة بمكان التعافي منها في الوقت القريب لكن هذا الزعيم الذي جاء محاولا تغيير النظرة التشاؤمية إلي تفاؤل كبير بثقة كبيرة في حكمته وحسن إدارته وارتكازه على أسس علمية ومن ثم فريق عمل تم اختيار بدقة متناهية والأهم من هذا ما يتعلق بشخصية الرئيس الأمريكي الجديد السيد باراك أوباما بامتلاكه علاقات دولية بعيدة المدى ولديه القدرة على الحوار والوصول لأهدافه عن طريق بساطته في طرح رؤيته السياسية دون تكلف إضافة لكونه يمتلك جاذبية من نوع خاص وهذا ما جعل له هذا القبول والحضور العالمي وليعطيه مساحة أكبر لمزيد من هذه العلاقات وهي بلا شك تنصب بالدرجة الأولى لمصلحة بلده الولايات المتحدة الأمريكية وعلاقاتها المتينة بأصدقائها من دول العالم.
ومن غير المنطق ومهما تعالت بعض أصوات النشاز لمحاولة طمس هذه الحقائق أو تغيير هذا الفكر فإن ذلك يعد ليس ضربا من الخيال وإنما خروجا عن المألوف وإذا كان عقلاء السياسة يرفعون شعار ضرورة الاستفادة من أخطاء من سبقهم وهي تجربة ميدانية وواقعية عاشتها الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس بوش الابن بعكس من سبقه وصولا لعهد بوش الأب وهو ما يعكس مفهوم المثل القائل \” من شابه أباه ما ظلم\”.
ومن المؤسف أن بوش الابن ظلم أباه لدرجة العقوق عندما نسف كل محاولات الإصلاح السياسي التي خطط لها والده وسار عليها خلفه الرئيس كلينتون بل إنه استثمرها في نجاح إدارته لدرجة التميز مع احترام علاقات دولته مع الدول الأخرى وهو حق مشروع لسياسة الاعتدال والعقل والمنطق وهو ماينتظر من الابن البار لجزيرة الطبيعة الساحرة \” هاواي \” فهل يكسب فخامة الرئيس باراك أوباما التحدي ليعيد سياسة التوازن إلى سابق عهدها وهو خريج العلوم السياسية من جامعة كولومبيا بنيويورك وأستاذ القانون بجامعة هارفارد والمزيج من عدة مدارس إسلامية وكاثوليكية أبان مراحل دراسته الأولى في صباه فهذه السمات أعطته دافعية قوية في علاقاته الدولية لتأثره بالمناخ الاجتماعي لمسقط رأسه \” هاواي \” التي تعد النموذج الإنساني والحضاري للتعايش الديني دون تمييز.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *