[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. علي عثمان مليباري[/COLOR][/ALIGN]

منذ فترة.. قدم أحد أصدقائي من خارج المملكة لأداء العمرة، ولأنها المرة الأولى التي يزور فيها المملكة ولا يعرف أحوال مجتمعها كان استغرابه قوياً من عدم قيادة المرأة السعودية للسيارة ولكن أثناء النقاش معه اكتشفت أن سبب استغرابه الشديد يعود إلى معلومة قرأها في الانترنت قبل قدومه الى المملكة مفادها أن هناك فتيات سعوديات يدرسن الطيران خارج المملكة للحصول على رخصة لقيادة الطائرة، فلم يستوعب صديقي أنَ المرأة السعودية وهي تخطط لقيادة الطائرة لا تستطيع قيادة السيارة في بلدها وهي الوسيلة الأكثر سهولة والأقل خطراً مقارنة بالطائرة.
تذكرت هذا الموقف وأنا اتابع السجال الذي دار مؤخراً في بعض الوسائل الاعلامية المقروئة والمرئية حول إمكانية دخول النساء إلى الملاعب الرياضية لمشاهدة المباريات والتشجيع، ولا أعلم كيف نتكرم عليهن بذلك ونحن قد حرمناهن أصلاً من ممارسة الرياضة في مجتمعنا، أقول هذا متمنياً أن لا يكتشف صديقي.. وهو في بلده الآن.. أن رعاية الشباب في بلدنا لم تهتم منذ إنشائها إلا بالذكور فقط.
بعض الذين ينادون بالسماح للمرأة لحضور المباريات الرياضية يرون أن ذلك ضرورة لتحقيق مطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ولأنه لا توجد لدينا أندية رياضيَة نسائيَة فإنَ تحقيق ذلك سيجعل وضعنا معيباً ومثاراً للسخرية إذا ما اكتشف العالم الخارجي أننا نتفضَل على نسائنا بمشاهدة الرياضة في الملاعب ونمنعهن من ممارستها بشكل رسمي. فالأولى إذن هو إنشاء أندية رياضية لفتياتنا من أجل تخفيف الوزن وزيادة اللياقة البدنية والبعد عن مشكلة السمنة وماينتج عنها من أمراض فهذا أفضل لهنَ وأكثر فائدة ومن ثم نناقش إمكانية حضورهنَ للملاعب.
لذلك يبقى السؤال قائما.. لماذا لاتوجد لدينا أندية رياضية للنساء وما هو سبب رفض فكرة إنشاء هذه الأندية؟! الواقع الحالي لا يرضي الكثير من الفتيات اللاتي يرغبن في ممارسة الرياضة وفق قيمنا الإسلامية وعاداتنا الاجتماعية بحثاً عن الترفيه وبعيداً عن الرتابة والفراغ وحفاظاً على صحتهن وهو الأهم، ولتحقيق رغباتهن لا بد من التفكير جدياً والتخطيط السريع لإنشاء أندية نسائية وفق ضوابط اسلامية وتحت إشراف نسائي متكامل وبعيداً عن أعين الرجال، ويكون هدف هذه الأندية هو توفير جو صحي ومناسب للمرأة لممارسة التمارين والألعاب الرياضية التي تناسب وضعها وتكوينها الجسماني، وتكون الأندية موزعة على كل حي من أحياء المدن لتصبح متنفساً لنساء المملكة اللاتي أن أردن ممارسة الرياضة حالياً فأقصى مايفعلنه هو المشي في أماكن محدودة وبعيداً عن فضول ومضايقة بعض الشباب.
موضوع إنشاء الأندية الرياضية النسائية يشبه إلى حد كبير طلب إدخال الرياضة للفتيات في المدارس من خلال تطبيق مادة التربية البدنية وهما مثل قضايا عديدة في مجتمعنا أغلبها تخص فئة الشباب (ذكوراً أو إناثاً) والذين يمثلون الشريحة الأكبر في المملكة، وتلك القضايا في نظري لا تحتاج إلَا إلى تلبية الرغبات وتحقيق المطالب بناءً على سماحة الإسلام وتعاليمه أولاً ووفق ماتقتضيه مصلحة الوطن ثانياً مع توفير جو توعوي للمواطنين وفرض قانون روحه حسن النوايا وأساسه الثقة وهدفه العدل.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *