[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أمل عبدالملك [/COLOR][/ALIGN]

جملة نسمعها كثيراً لاسيما في برامج التليفزيون والإذاعة ولا تحتاج هذه الجملة إلى شرح لأنها بكل بساطة تعني أخذ قسط من الراحة أو كما نقولها باللغة الشبابية (بريك) ومن ثم يستمر العمل، هذا في البرامج التليفزيونية والإذاعية ولكن ماذا عن الفاصل في حياتنا الشخصية ألا تعتقدون أننا بحاجة إلى فواصل، وأليس الحال نفسه بالنسبة لكل ما حولنا من حياة عامة ألا تحتاج إلى فواصل بين حين وآخر؟!
بالتأكيد أننا بحاجة إلى فاصل يبعدنا أحياناً عن روتيننا اليومي..عن الوجوه التي اعتدنا رؤيتها سواء نحبها أم نجبر على التعامل معها..عن غرفنا..عن شوارعنا التي حفظناها حفرة حفرة..عن مكاتبنا.. والأهم من كل ذلك أننا نحتاج أحياناً إلى فاصل عن أنفسنا التي طالما لاحقتنا بالرغبات والعناد والطموح، فكم حيوي هو ذلك الفاصل الذي يجعلك تستريح من كل ما هو حولك ومن كل ما هو بداخلك ولو لدقائق معدودة وإن كانت لأيام فتأكد أنك ستعود بعد الفاصل بكامل حيويتك ونشاطك وتألقك وستكون أفكارك مرتبة وذهنك صافياً وأعصابك مسترخية ولديك القدرة على تحمّل أعباء جديدة وسيتسع صدرك للانتقادات وكثرة الطلبات وستشعر بأن الدنيا (كووول) كما نقولها شبابياً.
كثيرة هي الأمور التي يجب أن تخضع إلى فواصل ولو دققنا سنجد أن حتى الأجهزة تأخذ قسطاً من الراحة بمجرّد أن تغلقها وإذا ما استخدمتها بطريقة متواصلة قد تتعرّض للتلف فما بالك بأجهزة الإنسان وأعصابه وتركيبة مخه فبالتأكيد أنها بحاجة إلى الراحة بين الحين والآخر حتى لا تتعرّض للضغط الذي يولّد الانفجار والذي قد يؤدي إلى أمراض عضوية.
والأمر ذاته ينطبق على الفاصل الشخصي للإنسان يجب ألاّ يكون طويلاً حتى لا يفقدنا الحماس الذي كنا عليه. وحتى لا يكون سبباً في ابتعادنا عن الجو العام سواء مع عائلتنا أو عملنا فمتى ما زاد الأمر على حده بالتأكيد سينقلب إلى ضده!!!
ومهما كنا نعيش بتصالح مع كل ما حولنا.. ومهما كنا قريبين ممن نحبهم ومهما كنا ناجحين في عملنا ومهما كان ذهننا يضج بالأفكار فنحن بحاجة إلى ذلك الفاصل القصير الذي يجدّد الشوق ويهدم الروتين ويجعل الأمل بين أعيننا من جديد!!!
– لا يزعجكم الفاصل فأنتم بحاجة إليه وسيسمح لكم بأخذ نفس يجدّد الأوكسجين في الدم!!!!
– ابقوا بأمان وسلام إلى أن تعود إيقاعاتي للاستمرار بعد الفاصل!!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *