نقطة نظام .. دكتور يماني ..قيمة إنسانية لا تتقاعد

• الشريف خالد بن هزاع بن زيد

إن تستمع لمعالي الدكتور محمد عبده يماني أو تقرأ له ، فهذه متعة عقلية وطمأنينة نفسية وإبحار عظيم القيمة في قضايا الفكر دروس الأخلاق والتربية ..وإن تسعد بمقابلته فهذا ميسر رغم أعبائه ومشاغله ..وإن يستمع لك فهذه طبيعته ومن شيمه وفضائله المتدفقة بكريم السجايا من تواضع الكبار وأدب العلماء وكرم وأريحية الكرام .
منذ نعومة أظفاري واسم أستاذ الأجيال الدكتور محمد عبده يماني يتردد على مسامعنا ، كمن سبقونا ممن زاملوا معاليه أو عملوا معه أو تتلمذوا على يديه ، وقد ارتبط بالعلم مديرا لجامعة الملك عبد العزيز ، ثم وزيرا للإعلام في مرحلة مهمة من تاريخ الوطن والتنمية والأحداث الكبيرة في المنطقة .
وعلى غير ما اعتدناه من غياب وزراء ومسئولين كبار بعد تقاعدهم ، وتواريهم عن الحياة العامة ومجالات العطاء الوطني ، لم نشعر بغياب هذه القامة الفذة والقيمة الفكرية العالية وبمكانتها داخل الوطن وعلى امتداد الأمة ، وحياته الخصبة بالالتحام والانصهار مع المجتمع لتنويره ومساعدته ..وأستاذيته التي تركت بصمات قوية على أجيال وأجيال من الباحثين والمفكرين والإعلاميين وخطابه الفكري بجسوره الإسلامية العميقة الذي يحرك العقل والضمير وقيم الإسلام السمحة ، ودعوته دائما بأن نعلم أبناءنا وشبابنا حب الرسول الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحابته .
لذلك لا أعتقد أن باستطاعة أي باحث أن يتناول سيرة معالي الدكتور محمد عبده يماني وجوانب شخصيته الثرية بالإيمان العميق ثم بالإرادة والعطاء المتجدد متعه الله بالصحة والعافية ..والصعوبة هنا أن البحث سيحار قبل الباحث في ذلك .. فمن أي زاوية يبدأ وفي أي مجال سيبحث وكيف سينتهي بحثه ..كما أن من الصعب أن يلم أي مؤلف بجوانب شخصية عالمنا الدكتور محمد عبده يماني ولا بمقدور شاهد أن يوفي شهادته حقها إلا في حدود التجربة الحياتية مع معاليه .
إنني لا أدعي معرفة بشخصية معالي الدكتور إلا في حدود ما أتابعه وما أستمع إليه من آرائه وحنكته ، عبر البرامج بين فترة وأخرى والفعاليات والمنتديات المرموقة وما يحرص عليه من حضور حميم في الحراك الفكري والتربوي والثقافي ، ونشاطات إنسانية هي نهر من الخير يسخر من أجلها جل وقته ويفتح قلبه قبل مكتبه وبيته لقضاء الحوائج ..وبطبيعة الحال أعرف عن معاليه حفظه الله ، في حدود صداقتي وارتباطي بأخي العزيز المهندس ياسر محمد عبده يماني الذي يحمل بين جوانحه مناقب أصيلة هي قبس من فضائل والده وامتدد لها ، فنعم الأب قدوة ونعم الابن اقتداء ..ولنا جميعا في رسول الله نبي الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة .
كل ذلك يسهر عليه الدكتور كما سهر من قبل على مسؤولياته الرسمية ، وسهر على مؤلفاته التي سكب فيها من صفاء نفسه وعمق فكره ودقته ، والمثل العليا النابعة من الشريعة الغراء من القرآن الكريم والسنة المطهرة وروح العلم ، وربط الأجيال بدينها ووطنها ودروسه ودعوته دائما بأن نعلم أولادنا حب رسول الله وآل بيته و مجالسة العلماء .
تطل علينا هذه القامة بتواضع جم واحترام الرأي الآخر وما أعلمه عن معاليه من صراحته في القول ووضوح الرأي دون ألغاز ، وصدقه في العمل ، وحسن التنظيم ، ولا غرو في ذلك وهو عالم الجيولوجيا الذي يقدر الكنوز والتنقيب في الأفكار والمعاني من نعم الله في الأرض ، ويراها نعما عظيمة منه سبحانه على الإنسان .
كما يحث دائما على استخلاص العبر من التاريخ ومن الأمم ، وبضرورة اللحاق بقطار العصر ، وقناعته راسخة بأن إنسان هذا الوطن هو الثروة الأهم التي يجب التكاتف من أجل استثمارها بتعليم أفضل وغرس قيم العمل الشريف ، وبدور إعلامي يأخذ بيد مجتمعنا الإسلامي ، ويصل إلى الآخر بلغة الحوار ومن منطلق قيم الإسلام والوسطية وقوة الذات على التطور دون أن يشغلنا ذلك عن جذورنا وهويتنا وسيرة سلفنا الصالح .
ومن آرائه السديدة قوله :\”إن الملك عبد الله بن عبد العزيز قائد جريء قدم للعالم ما هو الإسلام ، والذين استمعوا له غير الذين استمعوا إلى خطب الجمعة ، فلابد أن تصل إلى الآخر وتفتح حوارا معه \” .ومنآرائه أيضا قوله \” نستطيع أن نشتم العولمة ولكنها في النهاية أمر سيفرض علينا ، فيجب أن نحسن التعامل معها ونوظف هذا الأمر لخدمة ديننا وثقافتنا وحضارتنا \” .
ختاما أتمنى لو أن محبي معالي الدكتور محمد عبده يماني وبالأخص مجموعة دلة البركة والغرفة التجارية بجدة وجامعة الملك عبد العزيز ، بادروا بتكريم معاليه في احتفاء خاص وفاء لهذه القامة الكبيرة ، بعد أن كرمته الدولة ، وقد نال العديد من الأوسمة من وطنه وأمته ومن دول أوروبية عدة ، وأرى أنها لحظة مناسبة ، بارك الله في عمره وصحته وجزاه الله خير الجزاء على ما يقدم لدينه ووطنه والعلم وللشباب والإنسانية .
> نقطة نظام : للدكتور محمد عبده يماني : يجب أن لا نخاف من الحرية لكن علينا أن نعلم أولادنا كيف يستفيدون منها .

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]الشريف خالد بن هزاع بن زيد
sh98 khalid@gmail .com[/COLOR][/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *