نقاط فوق الحروف .. عودة أخرى لكتاب لـذي القرنين
اعترف أنني عندما قاربت على الانتهاء من قراءته ؟؟ تركت صفحاته الأخيرة فترة ولم أكملها خوفاً من أن ينتهي فكلما مددت يدي لألتقطه ابتعد وأتركه وفي نفسي شعور غريب جداً ما شعرته نحو أي كتاب آخر قرأته ! كنت أتحدث عنه في أي مجلس يجمعني بمثقفين بجميع مستوياتهم، وقد انقطعت فترة عن الزيارات تماماً بسببه ! شيء عجيب ربما
يدعو للتساؤل …ولكنعند تحليلي لشخصيتي فهمت مدى رغبتي لمعرفة حقيقة ذي القرنين ويأجوج ومأجوج من خلال قراءتي لسورة الكهف كل يوم جمعة لما فيها من فضل عظيم ..كتابأحتاج ألف صفحة لأكتب ما في عقلي عنه .وقد أثبت لي هذا الكتاب ما قيل في العلم \” كلما ازددت علماً إزددت علماً بجهلي \” وما أكثر ما أجهل .وقد أرسلت لي الأخت أسماء مطبقاني تعليقها على الكتاب قائلة :
في مجلس نساء اختلف الحديث فقد أضافت الأستاذة ليلى شيئا من المتعة عند حديثها عن كتاب ذي القرنين اعتقدت في باديء الأمر أنها تبالغ بعض الشيء وبعد أن بحثت عنه في الانترنت لم يشبع ذلك فضولي وبعد قرائته منعني هذا الكتاب الأشبه بالكهف من الخروج أو
القراة في أي مكان فقد كانت صفحاته بمثابة ثقوب ضوء تسقط نورها على الكلمات التي تجعلك تتبعها بكل شغف ومتعة ودهشة وفضول للمعرفة، الكتاب أشبه بفلم مصور بالطريقة القديمة الذي يعرض على شاشة ليس له ألوان سوى ما يسقطها الكاتب على الأحداث التي رسمها الكاتب بطريقة ابداعية جديدة لم يسبق لي أن قرأت مثلها .لن أسمح
لنفسي بالحديث عن تفاصيل الكتاب خاصة أني لا أملك من الخبرة في هذا المجال سوى دراستي عن أخناتون أنه أسقط من الحكم المركزي لأنه موحد لله ومن الأسباب التي تجعلني لا أتحدث عن تفاصيله كمعلومات ووقائع هو نظرتي له بصورة مختلفة تماما ، فقد أخذتني معلوماته إلى منطقة أخرى غير واقع الحقائق والأثار والمخطوطات أو ما ورد في القرآن أو التوراة أو كتب التفسير فقد شدني هذا الكتاب حيث اسقاط الأشخاص من ذلك العصر الفرعوني على أشخاص قد يصبحوا في المستقبل أبطالا لرواية أو قصة خرافية أسطورية أو حتى واقعية بناء على كيفية تسخير مثل هذه المادة لتوسيع المدارك لدى البشرية وتطويع المعلومات للأداة ملموسة تستخدم في حياتنا فهذا الكتاب ليس مجرد أحرف نظمت فأصبحة كلمات وكونت جمل إما انشائية تفيد القارئ أوجمل خبرية تحتمل الصدق أو الكذب .الجدير هنا بالذكر ذلك المجهود المبذول في تقصي الحقائق وتسليط الضوء على النقاط المهمة وكيفية ربط الأحداث ببعضها ، فالكاتب يمتلك جزءا كبيرا
من الصدق أو بالأحرى اليقين في كتابته ويظهر ذلك جليا فيما بين الأسطر وليس ذلك فحسب ولكن على ملامح الأحرف التي صاغ بها المعلومات فهو لم يصغ كتابه بطريقة عادية ولا حتى طريقة مميزة وانما طريقة الواثق مما يقول المتيقن من صدق كلماته وكأنه صديق للكلمة متمكن منها يعلم جيدا لا أين يضع الحرف بل أين يضع السكون والنقطة \” أصدق الله النية فأصدقه ربه العمل لا أزكيه على ربه فالله أعلم بالنوايا \” .
التصنيف: