[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]وفاء احمد التلاوي[/COLOR][/ALIGN]

شهر رمضان المعظم تقل فيه المشاحنات بين الناس ويتوبوا فيه إلى الله ويرجعوا إليه ,فقد قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِين )) متفق عليه.
فيكثر تفتيح أبواب الجنة ويغلق فيه أبواب النار , والشياطين تقيد فيه فيقل إفسادها , وهو شهر الصيام شهر الخير والرحمات , عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )) وقد شرع الله الصوم لنا لكي نصل به إلي تقوي الله . قال تعالي : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(183). سورة البقرة. ) .
فبالصيام نحصل علي التقوى , وهي خير ما يستهدفه المسلم , فكل من كان تقيا كان لله وليا , قال تعالي : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين أمنوا وكانوا يتقون ) فمن كمل صيامه وأداه علي وجهه كاملا مبتعدا فيه عن كل ما يغضب الله من الرفث والصخب والغيبة وشهادة الزور وغيرهم من الموبقات فقد تحقق له التقوى , وبالصوم يخف ضغط البطن علي الجسم فتصفو النفس وتتهيأ لاستقبال نفحات المولي عز وجل التي يتحف بها الصائم فتطمئن نفسه وتسعد بذكر الله له , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ. متفق عليه
ومن ثمرات الصوم أيضا التي يحصل عليها الصائم الغفران لما تقدم من ذنوب , وبذلك يكثر من يستحق دخول الجنة بكثرة المتقين , ويساعد علي التقوى مع الصوم تقييد الشياطين فيقل إفسادهم للناس في ذلك الشهر الكريم ,
ومن آداب شهر رمضان ألا يتقدم المسلم رمضان بصوم يوم أو يومين قبله , ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم ‏.
ولقد هانت الروح علينا رغم عظمة قدرها عند الله ؟ فقد نفخ فيها من روحه فكيف يتجرأون علي قتلها , وتجمدت المشاعر فينا فلم نعد نشعر بآلام بعضنا البعض وتجمدت الأحاسيس فأصبحنا بلا مشاعر فأين إسلامنا من ذلك كله ؟ وأين الضمير الذي يحاسبنا ؟ فيرجعنا إلي الله فلم نعد نعمل بما جاء به الإسلام وما نزل في القرآن الكريم , ولم نتراحم فيما بيننا فكيف نطلب رحمة الله علينا فكان لابد أن يعاقبنا الله ويحاسبنا علي أفعالنا وأن نبوء بغضبه علينا , ولولا رحمة الله علينا وفضله واستجابته لدعوات الأولياء والصالحين منا لمات الكثير منا.
فتوبوا عباد الرحمن إلي الله وارجعوا إليه واتقوه ولا تقتلوا النفس التي حرم الله قتلها ولا تحلونها لأنفسكم وتقيموا الصلاة وأنتم يدكم ملوثة بدماء المسلمين فمن قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا , واعلموا أن الله هو من يحاسبكم وهو اعلم بالمتقين , ولا تتركوا أنفسكم لمن يضللكم ويحللها لكم فتكونوا من النادمين , فالدين لله فاقتدوا برسولنا الكريم ولا تحاسبوا الناس علي مدي إيمانهم ولا يكفر بعضكم البعض فالله وحده من يعلم بالمهتدين .
وأدعو الله ألا يحرمنا من مغفرته ومن ثواب صوم شهر رمضان كما حرمنا من الفرحة بقدومه وأن يتقبل منا جميعا جميع أعمالنا من صلاة وصوم وزكاة وحج خالصة لوجهه الكريم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *