نعمة الأمان
[COLOR=blue]عبدالله إسحاق[/COLOR]
تابع الكثيرون في جميع أنحاء العالم، وعبر وسائل الإعلام والاتصال بكل أنواعها، الأحداث الأخيرة التي كان مسرحها مدينة بوسطن الأميركية، والتي بدأت الاثنين الماضي بتفجيرين استهدفا ماراثون بوسطن الأشهر والأقدم في العالم، وما تلا ذلك من ملاحقات للمشتبه فيهما، أدت إلى إغلاق كامل منطقة بوسطن ووقف المواصلات العامة فيها وشل الحركة كلياً، باستثناء حشود رجال الأمن المدججين بأنواع الأسلحة والآليات الخفيفة والمتوسطة، والذين قدر عددهم بالآلاف.. وكل ذلك للقبض على أحد المشبوهين، بعد مقتل الآخر.
ومعلوم أن بوسطن عاصمة ولاية ماساتشوستس، التي تحتضن جامعتي هارفارد وكامبردج ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهي صروح غنية عن التعريف بشهرتها ومكانتها العلمية والأكاديمية.
ورغم كل هذه العوامل التي تجعل بوسطن واحدة من أهم المدن الأميركية وأكثرها رعاية أمنية، وخاصة أثناء حدث رياضي عالمي وضخم يشارك فيه عشرات الآلاف سنوياً، إلا أن ذلك لم يمنع اختراقها أمنياً بهذا الحجم وفي مثل هذا التوقيت..
وبالطبع فإن كل بلد في العالم، حتى لو كان قوة عظمى بحجم الولايات المتحدة الأميركية، معرض لمواجهة اختراق أمني هنا أو هناك، لكننا ونحن نتابع مثل هذه الأحداث الإجرامية المأساوية، ندرك حقاً معنى نعمة الأمن والأمان التي نعيش فيها، رغم تعدد وتنوع الجنسيات والثقافات التي تتعايش بسلام وفي طمأنينة كاملة على هذه الأرض المعطاء.
وقد يغفل الكثيرون عن مثل هذه النعمة، باعتبار أن الأمن أصبح من المسلمات والبديهيات التي تعتبر شيئاً طبيعياً لا يثير الانتباه، إلا حينما يشاهد بعض ما يحدث في دول ومناطق أخرى من العالم..
لكن ذلك لا يلغي مسؤولية الجميع، مواطنين ومقيمين على السواء، في المحافظة على الأمن والاستقرار الذي يشمل الجميع دون استثناء ودون أي تمييز، إلى جانب ما تقوم به الأجهزة المختصة التي أثبتت قدرتها وكفاءتها في كل المناسبات.. ولكن بهدوء ومهنية عالية، ودون أي ضجيج أو إزعاج لغير المنحرفين والخارجين على القانون.
التصنيف: