نظرية عم عباس وهدر خطوطنا

• علي محمد الحسون

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

•• كان عم \”عباس جليداني\” ولمن لا يعرفه أقول انه صاحب احدى \”البقالات\” في حينا ذلك الحي المشهور بهدوء سكانه وهو \”حي\” به سبع \”بقالات\” لكن كان \”عم عباس جليداني\” بطوله الفارع ووسامته الظاهرة رغم تخطيه سن الكهولة كان حريصا في \”عمله\” فهو يأخذ مكانه في \”دكانه\” منذ بدايات – النهار – حيث ينزل من منزله الذي في اسفله الدكان ليتابع عمل ابنه \”محمد\” بكل دقة وحيوية وكان صارماً في تعامله دقيقاً في عمله لا يعرف المزاح جاداً وقوراً ففي أحد مواسم الحج وكان الوقت صيفاً لاهباً فكان \”جلب\” بعض الطلبة كمية من \”الثلج\” من جدة لتسويقها على \”الحجاج\” وعندما لم يتدفق – الحجاج – على الشراء كان أحدهم ينادي على الثلج \”يالله بشوطه\” فما كان من عم \”عباس\” الا ان يصرخ في وجه ذلك الذي ينادي \”يالله بشوطه\” حرام عليك \”تريد هذا بحجاج بيت الله وزوار رسوله صلوات الله عليه من أجل \”تبيعون\” ثلجكم إن شاء الله عمره ما يباع.ادرك ذلك \”الشاب\” وقتها بانه اخطأ مرتين الاولى انه ما كان ينبغي ان يطلق ذلك النداء القاسي حتى لو انه قاله من باب \”المزاح\” .. او حتى المفاكهة التي عرف بها ذلك \”الشاب\” والثانية نسي انه بجانب ذلك الرجل – الجاد – في عمله وفي علاقاته فهو حريص في بيعه وتعامله على القرش قبل الريال ويقول ان – القرش – هو بداية الريال فبدون \”قرش\” لن يكون لديك الريال وهي نظرية اقتصادية مفهومة جداً.

= 2 =
لقد ذكرني بهذا العم عباس جليداني ونظريته الاقتصادية ما رأيته يوم الخميس الماضي في مطار الملك عبدالعزيز بجدة عندما أتت حافلة \”الركاب\” الى الطائرة وبها راكبان فقط رجل وامرأة وبعدها بخمس دقائق حافلة أخرى وبها رجل وسيتدان فقط وبعدها بخمس دقائق أتت حافلة ثالثة بها \”راكب\” واحد وتساءلت لهذا خسرت \”السعودية\” ودخلت في دوامة قصورها المادي بهذه \”الحافلات\” بما تستهلكه من وقود ومستلزمات الحركة انه غاية في الاهدار صحيح اذا ما قورن هذا العمل بغيره من اعمال يعتبر لا شيء ابداً ولا يدعو الى الدهشة، لكن حسب نظرية عم \”عباس\” الله يرحمه هذا خطأ كبير وخسارة كبيرة بل وفادحة فانت اذا لم تحرص على هذا العمل البسيط فلن تحقق ربحاً او نجاحاً في نهاية الأمر.ان خطوطنا \”السعودية\” أصبحت محل مقارنة مع بقية خطوط الطيران حولنا لكل من استخدام \”الشركتين\” السعودية والاخرى والنتيجة التي يتوصل اليها لن تكون في صالح \”خطوطنا الوطنية\” وهي التي تخطت الستين عاماً من تأسيسها ودخولها سوق المنافسة.. انظر الى نوعية طائراتنا من الداخل وقارن بينها وبين طائرات الشركات الاخرى بجانبنا وانت تعرف الفارق الكبير مع الاسف.

= 3 =
لقد سمعت اكثر من واحد وهو يلوم صديقه لانه استخدم طائرة من طائراتنا في رحلته الى الخارج عندما راح يشكو مما يشكو منه الناس قال له وانت إيه اللي جبرك ان تشتري تذكرة على خطوطنا ما هناك شركات طيران أخرى لقد شعرت \”بغصة\” وأنا استمع الى هذا القول القاسي.انها حالة لابد من مواجهتها بكل جدية وصدق لكي تكون في مقدمة شركات طيران العالم او على الاقل نعود الى ما كنا فيه قبل ثلاثين عاماً من ازدهار وفاعلية كانت محل تقدير واعتزاز كل عملائها.

•• آخر الكلام

•• ارفع القرش – الابيض لليوم الأسود
والقرش الخطوة الأولى للريال على رأي عمنا عباس جليداني رحمه الله فاحرص عليه.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *