نظام \" سداد \" ومتطلبات السداد
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]الشريف خالد بن هزاع بن زيد[/COLOR][/ALIGN]
بنهاية هذا العام الميلادي وحسب مؤسسة النقد ستصل القيمة الإجمالية لسداد فواتير الخدمات الحكومية والخاصة نحو مليار دولار شهريا ، أي ١٢ مليار دولار في العام ، وإذا حولنا المبلغ بالريال سيكون أكثر من ٤٤ مليار ريال ، سيتضاعف مع تطبيق الحكومة الاليكترونية كاملة والتوسع في السداد الآلي .وحقيقةيُحسب لمؤسسة النقد تطبيق نظام \” سداد \” ، وقد استحقت عليه جائزة الأمم المتحدة لعام ٢٠٠٨م كأفضل مشروع حكومي في تحسين تقديم الخدمات لمنطقة غرب آسيا ، وفازت بها المملكة ضمن اثني عشر مبادرة اختيرت من أصل ١٨٠ مبادرة في هذا المجال قدمتها ٤٠ دولة ، وهذه لا شك إحدى ثمار خطى التطور النوعي الذي تشهده المملكة .
إننا فعلا أمام أرقام هائلة في العمليات المصرفية للسداد الإلكتروني عن طريق أجهزة الصرف الآلي والهاتف المصرفي والإنترنت سواء للخدمات أو التسوق .وأصبحت أعداد المستخدمين لهذه الوسائط الإلكترونية أكثر مما يُدفع نقدا ، وأكثر من عمليات السداد عبر صرافي البنوك ، ولمسنا اتجاها متزايدا لعمليات مصرفية إلكترونية للتداول والاكتتاب وعمليات الإيداع والسحب النقدي ، كما رأينا المزادات والتسوق الإلكتروني ووسطاء وتجار يربحون بالتجارة الإلكترونية دون أن يكون لهم مكاتب ولا تكاليف تشغيل باستثناء موقع إلكتروني .
نظام \” سداد \” اختصر وقت الناس والبنوك وأوقات الموظفين في الجهات الحكومية وشركات الخدمات ، ونتصور لو أن هذا العدد أجرى عمليات لسداد الخدمات داخل البنوك ، لذلك جاء نظام سداد في وقته .ومعذلك نلاحظ انخفاض أجهزة الصرف المزودة بنظام الإيداع والتسديد للفواتير بالقدر الكافي ، وهذا يعني إعادة النظر في كثير من نقاط أجهزة الصرف الآلي ، حيث يلاحظ على معظمها النظام العادي ، وصحيح أن كل بنك يخدم عملاءه حاملي بطاقته وإتاحة الخيارات أمامه للسداد من الحساب فإن فتح المجال أمام الجميع في نقاط أكبر بالتسديد نقدا يحتاج لتعديل تلك الأجهزة .
الملاحظة الثانية التي تؤخذ على البنوك ، هي حالات التعطل المتكررة لبعض الأجهزة المطورة الخاصة بالسداد والإيداع ، فأحيانا نقصد إحدى أجهزة الصرف الآلي لبنك معين وتجده يعلن عن الأسف لعدم تمكين العميل من إجراء عملياته إن كان سدادا أو إيداعا ، وعندها لا يجدي الجهاز الثاني المجاور له نفعا في خدمة العميل لأنه غير مزود بتلك الخدمات .
وعودة إلى بدء بالنسبة لنظام \” سداد \” فإنه فعلا يستحق التقدير كبنية أساسية للحكومة الإلكترونية ، ويوفر الكثير من الوقت الذي كان يرهق الأعصاب في طابور الانتظار داخل البنوك وهذا شيء حضاري ، وإن كان الإنسان نفسه يحتاج إلى إدراك قيمة الوقت الذي يضيع في أمور لا طائل منها ولا معنى لها ، بينما يصيبه الملل من انتظار دوره في إنهاء معاملته سواء في البنوك أو أي جهة ، وهذا خلل خطير في أنماط حياتنا عامة لا يمكن للتقنيات الحديثة علاجه لأنه يرتبط بثقافة الوقت في عاداتنا اليومية وضرورة تغييرها .بقيت نقطة أخيرة مهمة في هذا الموضوع تتمثل في الحاجة إلى ترسيخ ثقافة الحكومة الإلكترونية ، وهذه الثقافة لا نعني بها كيفية استخدام الصراف والهاتف المصرفي أو الإنترنت ، فهذا أصبح من أبسط ما يمكن عند أغلب المتعاملين مع البنوك ، وبعض الأمانات وقطاع الاتصالات والكهرباء والمياه ، وشركات الطيران وقطاعات السياحة ..كما أن الشباب ما شاء الله عليهم في دخول البوابات الإلكترونية للجامعات، ونتمنى أن تكون اهتماماتهم ببوابات المعرفة الإلكترونية الهادفة .
بعد أجيال سيصبح التعامل الإلكتروني في متناول يد الجميع ، ومن أجل ذلك لابد من أن تجد ثقافة الحكومة الإلكترونية مكانا تستحقه في مناهج الدراسة ، ليس فقط طريقة التعليم ، لكن مفهوم الأمن الإلكتروني وأخلاقيات وضوابط التعامل مع الخدمات المالية ، فما أكثر الأنظمة والطرق التي تدرس كعلم ، لكننا بحاجة إلى أن يقترن ذلك بالأخلاق ، فنحن في عصر استحدثت فيه تقنيات نافعة لكنها كأي شيء آخر سلاح ذو حدين .
فالعالم اليوم يشكو من الجرائم الإلكترونية من سطو على الأموال والمعلومات وتسمى السرقات الإلكترونية ، وظهرت أفلام عالمية تناولت ذلك ، وكما أن في العالم مخترعين ومبتكرين وذوي قدرات عالية في ابتكار التقنيات الحديثة ويسابقون الزمن لتطويرها وتقديم أجيال من الأجهزة والبرامج الإلكترونية أكثر كفاءة وسهولة وأمانا .هناك أيضا ذوي قدرات خارقة في الشر والجريمة وهذه من طبيعة الأشياء والصراع بين الخير والشر .
نحتاج بالفعل إلى جرعات من علوم وثقافة الحياة الإلكترونية التي تغير كل شيء في دنيانا وتفتح آفاقا واسعة بعلوم الفضاء والأقمار الاصطناعية من أجل مستقبل البشرية ، والله أعلم ماذا ستقدم في المستطيل القريب والبعيد ، لذا علينا أن نستعد لذلك .فنحن في أول الطريق ، وسيحتاج الطريق إلى هذه الدعائم .
* نقطة نظام \” العاقل من عقل لسانه والجاهل من جهل قدره \”
[ALIGN=LEFT][email protected][/ALIGN]
التصنيف: