[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]حسين عبد الله المالكي[/COLOR][/ALIGN]

في زيارة لأحد البلدان المتقدمة الدؤوبة دوما في سبيل أن تكون في طليعة الدول المشار إليها بتطورها وتنظيمها وانضباط شعبها، سوف يدهشك غير طبيعتها ولطف جوها وجميل مناظرها نظام الحركة المرورية وانضباط قادة المركبات والتزامهم بذلك النظام لدرجة تشعر بصدمة ثقافية مرورية في حين يختلف المشهد في شوارعنا الى حد بعيد ان لم يكن الاختلاف كليا مع العلم بأن النظام المروري يكاد يكون موحدا في العالم كله ولكن الخلل في مفعلي الانظمة ومن وضع لهم والحقيقة لو تتبعنا العلة وراء ما يحدث في شوارعنا من فوضى وتجاوزات لانظمة المرور نجد بأنها تتمثل في ضعف اللهجة العقابية من ناحية وفي ضعف مقدار العقوبة من ناحية اخرى ما فاقم من حجم الازمة بمعنى لو شددت العقوبة على مخالفي هذه الانظمة وشدد على تطبيقها بشكل فوري (لا اخل معها ولا ابن عم) اعتقد بأنه لن يكون هناك اي تجاوز ولا مخالفة من اي شخص.
هذا من جانب من جانب آخر الواجب قبل تشديد لهجة العقوبة وقبل التشديد على تنفيذها وتطبيقها ان يلتزم رجال المرور كمفعلين للنظام ومطبقين وقدوة بكل تفاصيله حتى لا ينطبق عليهم قول الشاعر (اذا كان رب البيت للدف ضاربا * فشيمة اهل البيت كلهم الرقص) ولا يسمح لأي متجاوز ان يردد هذا القول ولو مع نفسه مع علمنا جميعا (برب البيت) وما يبذله من جهود في سبيل تحقيق الانضباط وتفعيل الأنظمة وتقديرنا لما يقوم به في هذا الشأن، وامتدادا لما سبق نتمنى من ادارة المرور ممثلة في مسؤوليها الموقرين رفع مقدار عقوبة رمي النفايات من شبابيك المركبات وبلا هوادة وبشكل فوري ايضا فهذا المظهر غير الحضاري بات سمة تعرف بها شوارعنا ويعرف بها شعبنا مع الاسف الشديد رغم تحذيرات جهاز المرور وفي تقديري ان احد اسباب هذه التجاوزات يرتبط ارتباطا كليا بانعدام التوعية بهذه الامور في المدارس وخلو المناهج من اساليب التثقيف المرورية خاصة واقترح ان يكون هناك تعاون بين وزارة التربية والتعليم والادارة العامة للمرور تكون ثمرته ادراج بعض الاسس المرورية ضمن المقررات الدراسية لتتضح اهمية الالتزام بتلك الأسس وايضا تتضح اهمية تطبيق العقوبة على من يخالفها لان فكرة (اسبوع المرور) المقامة كل عام لم تف بالغرض المنشود كونها تمر مرور الكرام رغم اهليتها واهميتها.. تحقيق هذه الانظمة ليس ضربا من المستحيل فبالتوعية والتعاون والتثقيف وفرض العقوبات وتقوية مقاديرها يستطاع القضاء على هكذا سلبيات والمسؤولية مسؤولية الجميع ولنتذكر دوما ان المواطن رجل مرور والعكس صحيح (وقوم تعاونوا ما ذلوا) والله ولي التوفيق.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *