نصائح لامتصاص آثار أخطاء الحكومات

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد علاونة[/COLOR][/ALIGN]

على غرار النصائح التي اختزلتها مئات الكتب المؤلفة لتكون مرشدا في الحياة العامة مثل «كيف تزيد دخلك»، و»كيف تكون سعيدا»، أو «كيف تجني ثروة»، و«كيف تتعامل مع طفلك».. الخ، يمكن محاولة إيجاد شبيه لكيفية العيش في الأردن في ظل الظروف الصعبة، وامتصاص أخطاء الحكومات المتعاقبة. تلك الاخطاء لم تتوقف عند المسؤولين، بل انعكست آثارها على اهل البلد، فكل يتعامل بردة الفعل لغايات تعويض خسارة أو تجنب أخرى، على سبيل المثال لا الحصر، فيما يلي بعض النصائح:في الاقتصاد: لا تبحث كثيرا عن معاني مصطلحات مثل عجز الموازنة أو التضخم والناتج المحلي الاجمالي، واكتفي بالدعم المقدم من قبل الحكومة، فهي تتابع أسعار النفط العالمية وتعمل لمصلحتك لكي تتطابق احتياجاتك اليومية مع الاسعار، وأفرادها يجوبون العالم والاقليم للحصول على مساعدات.
في الاستهلاك: خذ حاجتك من الغذاء والسلع دون زيادة، بل قلل من اللحوم والدواجن ولا تسأل عن السمك بسبب السعر، لتتجنب التسمم والأمراض، فكم من أنباء نسمعها تتحدث عن بيع مواد فاسدة ومنتهية الصلاحية، وكم من الأدوية المقلدة والمهربة.في الخدمات: اسأل الاجداد الأولين كيف كانوا يستمتعون بقناة تلفزيونية واحدة والإذاعات البريطانية و»مونت كارلو»، فما الداعي لخدمات «وايماكس» و»اي دي اس ال» للإنترنت، عوضا عن أنه مضيعة للوقت فهو مكلف ويعرض الأطفال لمواقع مشبوهة، أما فيما يتعلق بالنقل فالتزم الصمت ان تأخرت عن مواعيدك، وحاول أن تستعد باكرا بأكثر من ساعة لتتجنب تأثيرات خدمات رديئة.في التعليم: ليس من الضرورة جعل التعليم ضرورة لأولادك في ظل عدم توافق مخرجات التعليم مع سوق العمل، فهنالك حرف مهمة مثل الحلاق والخباز والنجار والطباخ والخياط وحتى إعادة تدوير القمامة، يدلل نابليون بونابرت بقوله: «من قال لا أقدر، قلت له حاول، ومن قال لا أعرف، قلت له تعلم، ومن قال مستحيل، قلت له جرب». وهنالك أمثال شعبية مثل: «اشتغل الجمعة والعيد ولا تتحوجش لأخوك السعيد»، أو «اشتغل بقلبك ولو كان صخرة»، ومن يقلل من قيمة تلك الأمثال عليه أن يعرف ما قاله الفارابي عنها إنها ما ترضاه العامة والخاصة في لفظها ومعناها حتى ابتذلوها فيما بينهم وقنعوا بها، وهي أبلغ الحكمة لأن الناس لا يجتمعون على ناقص.
في الصحة: قلل من زياراتك الطبيب والمراكز الصحية، واعمل بالنصيحة النبوية فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «درهم وقاية خير من قنطار علاج»، ولا تستهن بالمناعة الطبيعية فإن الإكثار من تناول المضادات الحيوية يفقدك الصحة، دون اغفال ما يمكن أن يصيبك من انفلونزا خنازير أو طيور لدى زياراتك للعلاج. الالتزام بالقوانين: اصمت عندما ينتزع أحدهم حقك، وانصع لما تمليه الحكومة، واعمل برأي الكاتب المفكر جون لوك الذي يعتقد أن السيادة للشعب، لكنه يرى أن الشعب يحتفظ بهذا الحق لاستخدامه وقت الضرورة القصوى؛ إذ يعتقد بقانونية الاجراءات والقوانين الحكومية ما لم تمس حقوق الأفراد الاساسية.
وهنالك مئات من النصائح لا تتسع المساحة لذكرها هنا، ولا تقل أهمية عن هذه؛ لذلك عليك أن تقرأ الواقع الذي تعيش، وعلى اساسه تبتكر المزيد لكي تعيش بسلام أولا، ولا تحاول العبث بالأجل والقدر ثانيا.