نرفض أن نهزم
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. رؤوفة حسن [/COLOR][/ALIGN]
هذا الشهر أقوم بالتدريس والمحاضرة في قسم الإعلام داخل كلية أمريكية في ولاية ماستشوسس. وهي عملية أقوم بها بين الحين والآخر مرة في أوربا وبالذات في المانيا ومرة في أمريكا في ولايات مختلفة. وضمن محاضراتي العامة التي تكون جزء من برنامج التدريس، التقي بجمهور عام من خارج الجامعات متعدد الاهتمامات في الغالب، ومتشابه الهموم.
ويوم الأثنين كان اللقاء مع نادي النساء المتقاعدات، بعنوان لقاء مباشر مع العالم الاسلامي. تحدثت اليهن قليلا ثم طلبت منهن أن يوجهن اسئلة عن القضايا التي يرغبن في أن اتحدث لهن عنها.
وكانت الأسئلة دلالة حرص واهتمام بمستقبل العلاقات بين الناس على هذا الكوكب. كيف يمكن جعل النظرة المتبادلة بين الناس تقوم على القبول بالآخر والاحترام لثقافته؟ وكيف يمكن فهم العالم الاسلامي من قبل الامريكيين وما الطريقة التي يفهم بها المسلمين رغبة الناس العاديين في امريكا للتعايش بسلام مع الشعوب؟.
بالإضافة الى اسئلة عن النساء واسئلة عن الانطباعات ثم في الأخير اسئلة عن الدور لذي يلعبه الاعلام حاليا والدور الذي يمكن في المستقبل أن يلعبه.
مقاومة الهزيمة:
كان الحوار مع النساء المتقاعدات حوار مع خبرات متعددة في مجالات مختلفة. من بينهن استاذات سابقات في الجامعات، ومسؤلات سابقات في اجهزة حكومية وشركات، ونساء عاملات في مجال الاعلام والفكر والثقافة.
وكان لديهن شعور بنقص في المعلومات لا تغطيه عملية البحث عبر الانترنت، ولا ترد فيه المجتمعات الاسلامية بما يكفي من الطرح المعتدل الذي يمكن الاعتماد عليه. فأغلب المواقع على الانترنت تسيطر عليها جماعات متطرفة تتحدث لغة حادة عدائية لايمكن لها ان تمثل كل الناس.
والحديث الهادئ ضمن الحوار العابر للأديان والثقافات محدود النطاق، بحيث لا يجد معظم المسؤولين العرب والمسلمين الوقت للقاء مع الناس العاديين و التواصل مع حيرتهم بل ينشغلون بالحديث مع المسؤولين الكبار في الغالب.
وقد يتصور المرء ان جمعا من النساء المتقاعدات لا اهمية لهن، مالم يدرك انهن صانعات تأثير عجيب، على ابنائهن واحفادهن والمجتمع المحيط بهن. حيث اكتشفت الأمر بنفسي، فلم يمر يوم واحد على لقائي بهن حتى وصلتني على البريد الالكتروني مجموعة من الرسائل من اشخاص في ولايات مختلفة يسألونني استكمال بعض الأفكار التي قيل لهم انني قلتها، وبعض الأراء التي ابديتها. وأوضح معظمهم ان قريبته التي حضرت اخبرته عن فحوى اللقاء وعن اهم النقاط التي لفتت نظرها.
وفي الحقيقة ان ماجعل الحاضرات يتحمسن للتفاعل هو فكرة أن الجماعات المتطرفة التي حاولت النيل من العلاقات الانسانية بين الشعوب الاسلامية وغيرها من الشعوب، يمكن أن نجعل عملها ينجح لو استسلمنا لهذا الشرخ الذي أوجدته بين الشعوب. لكن التحاور ومحاولة الفهم لبعضنا البعض هو رفض للهزيمة ومقاومة للاستسلام.
[email protected]
التصنيف: