يتفق الجميع على نقد التعصب الرياضي، ويختلفون على توصيفه. لكن كرة القدم بشكل عام ترتكز في معظم العالم على التعصب للأندية دون منتخبات الدول. و يتَفاوت. فمنه ما يُفضي إلى الشغب، و منه ما لا يتجاوز حناجر مشجّعيه ليُضفي عليهم روْنقَ الاعتداد بالفريق و استشعار نصرٍ مُؤمّل.
ظلت بلادنا دوماً في ذلك الإطار مما يمكن أن يوصف بالتعصب الإيجابي للفرق. حتى بدأت مؤخراً تتسلل إلى ساحاتِها و فضائها الإعلامي المؤثر موجاتُ التعصب البغيض الذي يستفز و لا يَعتَدُّ، يثير و لا ينافس، يُحرض على الآخرين و كأنه لا مُعقّبَ لكلامه صواباً و حكمةً.
الكارثةُ عندما يتقمّص الدور ذوو نفوذٍ رياضيٍ أو إعلاميٍ نفترضهم قدوةً لقيادة جحافلِ المشجعين من كل الفِرقِ إلى تنافس لا تناحر.
و الأدهى إنْ لم يتدارك ذلك الاتجاه عقلاءُ الوطنِ و قياديّوه ليتركوا قياد الناس لأهواء متلاطمة في حقبةٍ حالكةِ المصير.
الرياضة حقلٌ إيجابيٌ لتنفيس الطاقات. لكنها قد تنقلب ساحةَ تناحرٍ متبادلٍ يقوّضُ هِمَمَ الوطن للتوحد و الانتماء.
Twitter:@mmshibani

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *