ونحن نعيش هذه المرحلة المشتعلة يتحتم على الجميع توحيد الأهداف لتتوحد الجهود في الاتجاه الذي يحقق مصلحة العباد والدفاع عن سمعة الاسلام وحال المسلمين، لكي لا يبذل الجهد وتصرف الأموال في توجهات الغرض منها الوصول للهدف ولكنها في الحقيقة لا تحقق غير جزء من الهدف ولهذا تستمر المعاناة ويستمر التخبط والاستنزاف بمختلف الأنواع.
لا يختلف اثنان أن جريمة المرحلة والوباء الذي يتسبب في زعزعة المنطقة يلبس ثوب الدين وهو منه براء، ومن يلبسون هذا الثوب أغلبهم من الأعداء ولكنهم استطاعوا أن يجلبوا إليهم الآباء والأبناء الذين استندوا على مرجعية دينية تسببت في هذا الإغواء حتى لبعض الأبرياء الذين صدقوا بأن هذا هو الطريق الحق وغيره الباطل، ونبينا عليه الصلاة والسلام قال “إن من البيان لسحرا” وعندما يوهمك من تثق فيه أن في قوله البرهان لا يُستغرب أن يذهب الشباب في خبر كان.
لهذا يصبح الهدف منبع الفكر ومشجعوه وبالطبع منفذوه، هذا الفكر لديه تأثير معدٍ أكثر من الفايروسات وعلاجه المضمون يكون بالوقاية من خلال تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة، ولكي تصحح هذه المفاهيم لابد من الاعتراف بوجود الخطأ الذي قد يكون تم اساءة فهمه أو طرحه منذ القدم، وبسبب نتائجها الفادحة تصبح غير صالحة لأنها تخالف محكم التنزيل الذي يشدد التحريم في قتل نفس واحدة فما بالكم بالآلاف.
من المعروف أن من يلبس ثوب الدين ويحمل فكراً منحرفاً لن يغيره الاستنكار بقدر ما يحتاجون لمن يقول لهم إن هنالك خطأ ويجب تصحيحه بتجديد مفاهيمه التي تخالف دين الرحمة، لهذا يصبح من الواجب الديني ولصيانة حرمة المسلمين أن يصدح العلماء الأفاضل بالتوضيح للشباب وللعالم أن أن هنالك مفاهيم خاطئة ولا عيب في هذا ولكن العيب الاستمرار في السكوت عن تلك المدخلات التي سببت هذه المخرجات المضادة لدين الرحمة ولأن هذا هو الطريق الوحيد للتغير الدائم الذي يحتاجه المسلمون.
ألم يجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ما كان يفعله المسلمون في زمانه بسبب سوء الفهم؟ لماذا لا يقوم كبار العلماء بهذا التجديد رحمة بالعباد؟ ألا نشاهد الدمار الذي حل بالعرب والسمعة التي التصقت بالاسلام بسبب قطع الرؤوس والوحشية في إزهاق النفوس باسم الله؟ هل يُقبل قتل النفس البشرية بهذه الهمجية؟ ونحن في شهر القرآن أقول لكل عالم سواء في موقع رسمي أو مستقل اتقي الله في المسلمين وحارب بلسانك وقلمك هذا الفكر والفعل المتطرف وشجع على الاعتراف بوجود الخطأ ووجوب مراجعته، لأنه وبدون هذا يظن الجهلاء أنهم مدعومون بالعلماء.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *