إبراهيم زقزوق

انا أحب الله . أحب النفوس حباً. بذلت حياتي في سبيله أحب النسيان وأحب الوحدة. كلما احتاجت نفسي الى استرداد الذكريات.. لقد أوحيت على مدى الزمن بحب الى البشر واتخذت لذلك طرقاً مختلفة. فبينت لهم شدة رغبتي في خلاصهم. وعرفتهم بقلبي. واستعملت وسيلة استخدمها لمس القلوب. وهي الحب..أنا أحب حباً رقيقاً لا حباً قاسياً. فقلبي يعرف شقاء البشر ويعرف ضعفهم وأنا منهم. ويحنو على المساكين طلباً لرحمة ربي التي لا حد لها..
أحب النفوس التي اذا اقترنت خطيئتها عادت الى الله والتمست الغفران. وأحبها أيضاً حينما تبكي على الخطأ. لست أيأس من النفوس. فقلبي يترقب دائماً أن تعود وتلجأ الى الله.. لاسيما اذا كانت في اشد البؤس لأنني اثق بأن الله سبحانه وتعالى يرسل عنايته الى عبده المريض ويغدق عطفه عليه وشفقته.
يجب أن تعرف النفوس الباردة والفاترة أن رحمة ربي لا تنضب. والنفوس التقية الصالحة ستجد طريقها للتقدم نحو الكمال. والكمال لله وحده. ولبلوغ الأمان على حدود السعادة الدعاء الى الله والثقة به ولا ترتاب برحمته. انه لسهل جداً ترقب إجابة الدعاء انني سأتحدث لأبين للملأ أني أحب النفوس الطيبة.. وسأُعلم النفوس الى أي حد يحبها قلبي.
أنني أنظر الى نفسي الى رغبتها في إرضائي وتعزيتي وتمجيدي وما تُبديه من أفعال أجد التواضع عند رؤيتها ولا أبالي دناءتها أنا أستطيع أن أسد خللها بقدرة ربي وأبين ألاَّ حد لحبي. لأنني أتوق الى المغفرة واستريح لعفو الله. وأنا دائماً أترقب.
كثيراً من الناس لا يعرفون كل المعرفة ما يمكنهم ان يعلموا لكي ينصحوا النفوس الغارقة في ظلام الجهل فهي يكفيها الدعاء لهؤلاء..
تعالي. وحب الله. أنه لسهل جداً أن ينعم الانسان في هذا الحب وأن يضيع في لجته هذه.. عند ذلك سيرى ثمرة هذا الحب. فقليل من أفعال السخاء والصبر قد يمسي كنزاً ويكسبك شيئاً عظيماً من الأجر..إن الله لا ينظر الى أعمالكم بل الى القلوب التي في الصدور. وأصغر عمل يتم بالاتجاه الى الله يستحق أجراً كبيراً.يجب علينا ألاَّ نبحث عن الحب ولا نطلب غير الحب متى بلغت النفس من الكرم أن تعطيني كل ما أطلب منها فإنها تجمع كنوزاً لها وللنفوس وترد عدداً كبيراً منها عن ريق الهلاك.
نعم إن العالم مملوء أخطاراً.. وما أكثر النفوس التعسة المنقادة فيه الى الشر. النفوس محتاجة دائماً الى عون منظور أو غير منظور.لست أدري هل تعلم النفوس ما تخسر من الكنوز – وما تحرم النفوس الأخرى حين تمتنع عن السخاء.أقول ان النفس لها أن تنتقي من عيوبها وتخلص من شقائها فقد تسقط ولكن اذا ما تواضعت بعد ذلك وعرفت عدمها وحاولت التكفير عن زلتها بأفعال صغيرة من الحب والسخاء ثم اتكلت على الله واستسلمت له فإنها ستحظى بمجد وتستفيد النفوس أكثر مما لو انها تسقط .. لا أبالي الشقاء والضعف أن الذي اطلبه من النفوس هو الحب. أجل كل النفوس برغم بؤسها تستطيع أن تبلغ في الحب حد الجنون ولكن أفهمي أيتها النفس جيداً واحذري سقطات الغفلة والضعف لا عن الخطط المقصودة والارادية لكي تفهم جميع النفوس ما ينبغي ان تقوم به من رسالة جميلة.
مكة المكرمة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *