[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد أحمد عسيري[/COLOR][/ALIGN]

دار بيني وبين الأديبة والإعلامية مها السراج حديث يخص تكريم المبدعين وهم أحياء حتى يشاركونا الفرحة بتكريمهم .. فسألتني بكل تواضع عن رأيي في حلقة عبر القناة الثقافية تخص أستاذي الذي لا أنساه أبدا .. الغائب الحاضر محمد صادق دياب يرحمه الله والذي كان وقتها يتلقى علاجه في مدينة الرداء الأبيض لندن كما أسماها . لقد كنتُ في غاية البهجة لأني سأشاهد أخيرا أديبا وإعلاميا بقامة الحبيب الراحل يكرم وهو على قيد الحياة ، ولا أخفيكم مدى تفاعل الإعلامية مها السراج وتحمسها لظهور الحلقة كونها تعلم جيدا من هو المحتفى به ومكانته فهي من أشد المطالبين دائما بإبراز قاماتنا الثقافية .
وفعلا باشرت الإعداد للحلقة وكنتُ مراقبا على استحياء لجهدها مع بعض المساعدات التي لا تذكر حتى أنه من ضمن المخطط له أن يتم الاتصال بالراحل والتحدث معه مباشرة . تم كل شيء وحُدد الضيف وجمعت سيرة الرجل الذي كانت سيرته أكبر من أن تجمع وكان موعد بث الحلقة يوم الأحد 10 ابريل .
ولكن القدر كان أسرع منا ، وكانت إرادة الله أن يغمض ( ابو قلب طيب )عيناه في يوم مبارك .. انهمرت الأخبار من كل مكان وتوافدت الاتصالات التي تنعي الفقيد ولكني لا أنسى مكالمة الأستاذة مها والصدمة تكبل صوتها وكلمتها وهي تردد ( يا سبحان الله .. يا سبحان الله) . حقا ما أضعفنا أمام أقدار الله التي لا تعترف بمخططاتنا وليس لنا القدرة على تأخيرها عندما تحين . كل شيء سار كما هو مخطط له .. حضر الضيف الأستاذ القدير يحيى باجنيد وأذيعت الحلقة في وقتها ولكنها تحولت لتأبين ودموع ووداع ..
هكذا هي الحياة شيء لا يحمل عنوانا ولا ألوانا .. مجرد درب يطول ويقصر في نهايته لافتة كبيرة مكتوب عليها بخط عريض ( إلى النهاية ) .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *