[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د.علي عثمان مليباري[/COLOR][/ALIGN]

في كل موسم حج، تصطدم الخدمات والجهود العظيمة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة ضيوف الرحمن بما يعرف بالحجاج \”غير النظاميين\” الذين يؤدون فريضة الحج من دون أي ترتيبات إسكان وإعاشة ونقل، ويمثل \”الافتراش\” أبرز المشاكل الناتجة من هذه المعضلة السنوية التي تسيء لنظام الحج وتعكر صفوه. وفي حج هذا العام شددت الأجهزة المختصة الرقابة على الحج بدون تصريح ومنع ذلك قدر المستطاع مع حسم ظاهرة الافتراش التي تمثل أخطاراً كبيرة ، والحمد لله تراجعت الظاهرة كثيراً ، وكان لها أساليبها بالتسلل من أماكن مختلفة لدخول منطقة المشاعر ، وتهريب حجاج بدون تصاريح ويكملون مناسكهم مثل هؤلاء المخالفين يتسببون في الفوضى وإرباك النظام، ويجعل من مهمة إدارة الحجيج وتفويجهم مهمة صعبة. ولم يقتصر الأمر على الافتراش وحده، بل التزاحم والتدافع حتى دون تذاكر أمام قطار المشاعر، ليضطر المسؤولون في المحطة إلى تحميل القطار فوق طاقته الاستيعابية، مما يؤثر ذلك سلباً على خدمة الحجاج النظاميين، وبالأخص حجاج الداخل.
نحن في الواقع ندفع ثمن عدم اكتراث المواطنين والمقيمين بالنظام لعدم وجود عقوبات واضحة وصارمة تطبق على من يدخل المشاعر المقدسة من غير تصريح نظامي، ولقد حان الوقت لتطوير أدوات المراقبة لضبط الحجاج غير النظاميين والحد من تجاوزاتهم، فليس هناك مجال للعاطفة والتسامح عندما يتعلق الأمر بسلامة الحج والحجيح، ولا بد أن تفرض الجهات المعنية عقوبات صريحة وقطعية ضد كل حاج مخالف ، وتوعية المواطنين والمقيمين بنوعية تلك العقوبات وتطبيقها عليهم لا محالة، بلا تفريق ، وغير قابلة للتراجع، حتى لا يتجرأ شخص واحد على الاقتراب من الحج بدون تصريح، فليس من الحكمة أن يشوه مثل هؤلاء المخالفين جمال اللوحة التي يرسمها للحج سنوياً قادة وأبناء هذا الوطن الغالي.
ومن العدل أيضاً أن نطالب الجهات المعنية بتنظيم الحج بضرورة مراجعة أسعار حملات الحج النظامية،وجعلها في متناول الجميع، فمن المؤكد أن أحد أهم أسباب لجوء المخالفين لأداء الفريضة بدون ترخيص حج نظامي هو المغالاة غير المبررة في أسعار حملات الحج النظامية التي تفوق إمكاناتهم المادية، ونرجو أن تختفي هذه الظاهرة ، بينما الحج يمثل المساواة بكل ما تحمله الكلمة من معاني حيث لا فرق فيه بين الغني والفقير، ولم نقرأ خبراً أو عرفنا يوماً أن الحج يكون ميسراً للأغنياء وصعباً على غيرهم.
أخيراً أقول للحاج:إجتهد من الآن فى تعلّم مناسك العمرة والحج كى تؤديها بشكل صحيح ،وكُنْ ليّن الجانب فى التعامل مع الجميع وإجعل من نفسك نموذجاً في التعامل،و درّب نفسك على خلق إيثار الغير على نفسك فى المطعم والمشرب والصعود للباصات والنزول والوضوء وسائر الأمور.تقبل الله من الجميع.
كاتب وباحث أكاديمي
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *