[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] أحمد محمد باديب[/COLOR][/ALIGN]

لقد كان هاجس الملوك الاوائل لهذه الدولة هو ان يكون لدينا اكتفاء ذاتي من شيئين اساسيين الماء والغذاء ولكي يتوفر ذلك كان لابد من توفير الارضية الثابتة التي من فوقها يتم اعداد المطلوب لنوفر ذلك، وهذه الأرضية هي الأمن والأمان، أمن الوطن وأمن المعلومات والمنشآت والحدود والعقيدة ثم الأمان في البيت والأمان على الابناء والممتلكات والصحة.. الخ ، وقد كتب الله لهذه البلاد والحمد لله كل ما كان يتمناه أهلها لها فقد أمنها الله بفضله ثم بجهد مؤسسها وابنائه ، كما منّ الله عز وجل عليها بالمال فأمنت الماء حتى اصبحت اكبر منتج للماء من ماء البحر وقد عملت حكومة الملك خالد على توسيع رقعة الزراعة حتى تضاعفت مئات بل ألوف المرات وكان القمح أهم منتج واستطعنا ان نصنف سادس منتج للقمح واصبح لدينا اكتفاء ذاتي..
وكانت سعادتنا عظيمة ولكن مع الأسف كنا ندفع مساعدات للمزارعين أكثر من قيمة القمح في البورصة العالمية لذا عندما شحت مواردنا كان أهم قرار للأسف هو تقليص المساعدات ثم وللاسف أيضا انتهينا بالامر على اصحاب المزارع بعدم زراعة القمح وقلصنا كمية المنتج حتى عدنا مستوردين مرة أخرى وهو شيء مؤسف ويدل على قصور في وضع استراتيجياتنا أولوياتنا وقد حاول المسؤولون ايعاز ذلك القرار الى استهلاك المياه الجوفية النقية وهو امر صحيح ولكن كانت معالجته سهلة لو أراد المسؤولون ذلك ولوعملنا على استدعاء الشركات العالمية والمستشارين لحل هذا الإشكال ولو دعي المخلصون من المختصصين في هذا البلد في شؤون المياه، وسأحاول أن اطرح عليكم حلاً متواضعاً جداً وهو ان المملكة تنتج ملايين الامتار المكعبة من الماء يوميا سواء من البحر او من مصادر أخرى كالآبار وغيرها وللاسف أن اغلب هذا الماء يستخدم من قبل الشعب في النظافة والشرب وغير وذلك وللأسف الشديد أن هذه المياه الآسنة يلقى بها في البحر أو في الصحراء دون معالجتها فتتسبب في كوارث بيئية وكان الأولى عمل مشروع وطني ضخم لكل المدن الرئيسية لمعالجة هذه المياه وصبها في الوديان ويعمل لها سدود لترشح مرة اخرى لداخل الأرض وتستعمل في الزراعة ولا نخشى ان يقل منسوب المياه الجوفية لأننا بهذه الطريقة نجددها، إن هذا المشروع حيوي للبلاد وأنني لأهيب بخادم الحرمين الشريفين وحكومته الموقرة بأن يعملوا وضمن الخطة التاسعة هذا المشروع حتى لا تضيع الأموال التي انفقت على زراعة القمح هباء ولا نحتاج لاستيراد أهم مادة غذائية ، كما أتمنى ان نهتم بموضوع معالجة النفايات فهذان المشروعان من الاولويات التي لا بد من التركيز عليها..
والله من وراء القصد والحمد لله رب العالمين..

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *