[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أحمد محمد باديب[/COLOR][/ALIGN]

ومن هذا المفهوم فإن منع السينمات شيء يعطي انطباعا سيئا فجميع دول العالم دون استثناء فيها دور سينمات ونحن هنا لدينا جميع الأفلام وأصبحت قنوات الفضاء واجهزة الانترنت تتيح للناس مشاهدة كل الأفلام السيئة والحسنة، فلماذا نحرم طبقة الفقراء من مشاهدة أفلام لأن السينما هي شراكة تجعل من لا يستطيع ان يؤجر فيلما او يشتري كمبيوتر ويشترك في الانترنت قادر على مشاهدة الفيلم له حق الترويح كما للمتقدرين الحق، لذلك ولتوضع القوانين التي تمنع الاختلاط أو أي شيء يمكن أن يكون سيئاً نتيجة لدور السينما ولكن لا نجعل قانون درء المفاسد يحرم طبقة معينة من المجتمع من التمتع بحياتها أو بميزة أعطيت لكل شعوب الأرض، فيمنع الحلال بحجة منع ما قد يحدث من حرام مستقبلا.
كذلك حق الناس في التعبير عن آرائهم سواء في ظل الحوار الوطني وهو وسيلة وضعها خادم الحرمين الشريفين جزاه الله خيرا لتكون متنفساً لمن يريد أن يقول رأيه أو يتساءل عن شيء ويريد أن يسمع الحق من أصحاب المشورة والرأي ولكن هذا لا يمنع من أن يكون هناك منابر يستطيع من خلالها المواطن أن يعبِّر عن رأيه ويكون هناك أشخاص رجالا ونساء يردون على هذه الآراء، فالحسن يقولون عنه حسناً والسيئ يبينون للناس مساوئه والمفيد يطلبون من المشرعين والمطورين للقوانين المتعلقة بحياة الناس اليومية تطويره والأخذ به ولكن يبقى أمر الله فوق كل أمر وشرعه فوق كل تشريع، ولكن ليس على أساس الفهم الخاطئ وكثير من المفاهيم بنيت على رأي أئمة عاشوا في قرون ماضية بعيدة في ظروف اقتضت منهم فهمهم وفتواهم وعلى هذا الأساس وحفاظاً على العقيدة أو التوجه البشري فقد عاش الإمام ابن تيمية في ظروف سيئة للغاية تكالبت فيها الدنيا على المسلمين وكثرة الفتن وكثرة المدعين فكانت كثير من فتاواه متشددة بعض الشيء وكذا فإن الكثير من الكُتب الدينية اليوم والتي بين أيدينا قد كتبت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وبعد التابعين بأعوام طويلة تأثر فيها كتابها بالوضع السياسي والديني والاجتماعي لذا جاءت فيها مفاهيم يجب أن يعيد النظر العلماء فيها اليوم.
ويجب أن يؤخذ في الاعتبار في مجلس الشورى أو مجلس الوجهاء (مجلس أولى النهى) أن يكون هناك علماء في اللغة وفي الطب وفي الفلك وفي فن الصياغة والتقنين كل ما تحتاج فيه الفتوى أن تستفتيه لتخرج الفتوى والفهم الديني (وبالذات المتعلقة بحياة الناس) فتوى منطقية وعلمية بكل المقاييس.
وغداً نواصل

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *