لم تعد الباحة نقطة عبور للمصطافين بين الطائف وأبها كما يصفها البعض , بل أصبحت مكان جذب سياحي متميّز بما تمتلكه من مقومات طبيعية رائعة وما توفّر لها من خدمات جيدة . حيث استقطبت في صيف هذا العام أعدادا كبيرة من المصطافين من جميع مناطق المملكة وبعض دول الخليج العربي الباحثين عن الأجواء الحالمة والطبيعة السّاحرة والمناظر الآسرة .. الذين اختاروا منطقة الباحة تحديدا لقضاء إجازاتهم والاستمتاع بالنّسمات العليلة وزخّات الأمطار الموسمية التي تحيل الطبيعة إلى لوحة مدهشة بأشجارها ونباتاتها وأزهارها ! فتعدّ الباحة بكاملها حديقة كبيرة غناء لما خصّها الله به من عناصر الجمال الأخّاذ . ولعل هذا ما دفع بأولئك لاختيار المنطقة للتّنزه بها وقضاء أجمل الأوقات فيها .
والحقيقة التي تقال بأن أمانة منطقة الباحة قد نجحت نجاحا باهرا بتحويل منتزه رغدان إلى أجمل المنتزهات الطبيعية في بلادنا على الإطلاق .. فأصبح معلما سياحيا بارزا يشدّ إليه الأنظار , مما جعله يستقبل جموعا من السيّاح من ساعات الصّباح الأولى حتى ساعات متأخّرة من الليل طوال الصّيف – في ظل الأمن والأمان والراحة والاستقرار الذي ننعم به في هذه البلاد الطّاهرة – وما قدّمته أيضا الجهات المختصّة بتوجهات سمو أمير المنطقة من خدمات مناسبة وتهيئة طيبة وتنظيم جيد ليستوعب الأعداد الكثيفة والمتزايدة .
والجميل أن اسم متنزه رغدان أصبح في ذهن السّائح السعودي الذي تدفعه الرغبة للوصول إليه مثلما يحرّكه الشّوق للتّعرف على قرية ذي عين الأثرية كمعالم غاية في الروعة وغيرها من المواقع المتميزة . والجميل أن عددا ممن كانت وجهتم إلى غير الباحة حولوا بوصلتهم تجاه المنطقة .. لما وجدوا فيها من مواقع تسرّ الزائرين , لدرجة أصبحت معها نسبة الإشغال في الفنادق والشقق المفروشة كاملة , كما أن أعدادا غير قليلة لم يجدوا مبيتا فاتجهوا إلى مدن أخرى – مع الأسف – مما يستحث رجال الأعمال والقادرين لبناء الفنادق القرى السياحية والمجمعات السكنية .. كونها تمثل استثمارا ناجحا حاضرا ومستقبلا .
وبالعودة إلى رغدان بشكله الرائع نجد أنه يمثل الجهد النوعي الذي بذل من رجال الأمانة وفي مقدمتهم سعادة الأمين المهندس محمد المجلي صاحب الأفكار المسددة والمبادرات الموفقة والتحرك الميداني النشط طوال العام . فهو صاحب البصمة الحقيقية في تطوير المنتزه حتى أصبح بهذا المستوى الراقي . ومثله منتزه الأمير مشاري الذي حظي بذات العناية والاهتمام فزاد الإقبال عليه بأعداد مضاعفة من الزائرين والمصافين والسياح على مدار العام . فالعمل الصادق يظهر والعمل الناجح يتجلى أمام الجميع وهو ما يشهد به كل من زار الموقعين من حيث المستوى العام ومواقع الجلوس المهيأة والألعاب وبعض الخدمات الأخرى وكذلك النظافة الدائمة التي يستحقون معها الشكر والتقدير . وعندما نتحدث عن هذا النجاح والتميز فإننا نأمل من أمانة المنطقة زيادة المنتزهات وبنفس المستوى لتشكل رئة للمقيمين والزائرين خاصة مع الضغط الشديد على المنتزهين السابقين , ويظل من الأهمية المحافظة على الأشجار والعناية بها عند تقليمها بإشراف مختصتين سواء من الأمانة أو من الشؤون الزراعية وضرورة وصول المياه إليها لتغذيتها ليمتزج الجمال مع النجاح فتكون المنتزهات طويلة المدى .. لا سيّما وأن أشجار العرعر لها مئات السنين بما يتطلّب مزيدا من العناية والرّعاية والاهتمام
وتظلّ حاجة تلك المنتزهات لوجود مطاعم صيفية راقية لتحقق مزيدا من الراحة لمن يقصدها ويمضي وقتا ممتعا بين أشجارها ومثل هذا الأمر لن يفوت الأمانة , ولا شكّ أنها جادّة في تخصيص المواقع والبحث عن المستثمرين الذين سيحقّقون مكاسب عالية بإقامة هذه المشروعات الهامّة بكل تأكيد.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *