[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

•• كان ذلك في عام 1393هـ عندما التقيت بها في فندق \”التيسير\” في المدينة المنورة عندما كانت تأتي الى المملكة لتلقي محاضراتها في مدارس البنات. فكان ان اجريت معها حديثاً صحفياً نشر على صحيفة المدينة المنورة وكان ان ابدت سعادتها وشكرها \”للجريدة\” على ذلك الاهتمام بالحديث فاتصلت بالشيخ صالح قزاز وكان مسؤولا عن رابطة العالم الاسلامي يومها حيث تربطها به علاقة معرفة وبلغته نقل مشاعرها الى الصحيفة شاكرة لها ما قامت به.
كانت السيدة زينب الغزالي \”وهذا اسمها\” واحدة من البارزات في تلك الايام في مجال الدعوة المخلوطة \”بالسياسة\” حيث اصدرت كتاباً تتعرض فيه لما لقيته في سجنها من عنت وصل الى تعذيبها جسدياً كما قالت!! وكان محور الحوار معها عن مدى مشاركة المرأة في العمل فقالت كما اذكره الآن كلاما جميلا عن سماح الاسلام بعمل المرأة خارج منزلها وبجانب اخيها الرجل وضربت مثلا عن ذلك بأن بعض الصحابيات كن يشاركن في تمريض الجرحى اثناء القتال فما هو المانع ان تشارك أخاها الرجل في المصنع.
في العام التالي أتت لتلقي محاضراتها كالعادة في مدارس البنات فكان ان رفض المسؤول السماح لها بإلقاء محاضراتها وعندما استفهمت عن عدم السماح لها قيل لها انت ذكرتِ ان الاسلام لا يمانع في عمل المرأة بجانب الرجل \”نحن نتحدث الآن عن عام 1393هـ أي قبل واحد واربعين عاما\”.
انكرت السيدة ان قالت ذلك في يوم من الايام ولكن ذلك الموظف الحصيف بحق أخرج لها الصحيفة فازدادت نكرانا وقالت ان الجريدة حرفت حوارها وانها لم تقل هذا ابداً، لكن لم يسمع منها فلم تتوانَ من الذهاب الى الشيخ صالح قزاز الذي تعاطف معها واتصل برئيس التحرير ايامها السيد عثمان حافظ الذي طلب منه كرئيس للتحرير مساعدتها وذلك عن طريق تصحيح الحديث، وتحت الاحساس بمساعدتها تم الاتفاق على نشر اعتذار على ان ما حدث في الحوار من تداخل كان سبب ذلك الخلط حيث جرى الحوار في المطار. وبالفعل تم النشر فما كان منها الا الذهاب الى تعليم البنات مرة أخرى وقدمت التصحيح المنشور لكن ايضاً الموظف \”الحصيف\” رفض هذا وهو يقول لها لا علينا من هذا النشر او التصحيح فازدادت غضباً وتمت شكوتنا الى الملك فيصل رحمه الله شخصياً: الذي حول الشكوى الى وزير الاعلام وكان أيامها الاستاذ ابراهيم العنقري لتتحول الى قسم المطبوعات في جدة ليتولى التحقيق في الامر الاستاذ الحبيب عبدالله فقيه حفظه الله لتتحول الى معاملة ضخمة.
لكن من حسن الحظ انني وانا في تلك السن المتقدمة استخدمت ولأول مرة جهاز التسجيل في الحوار. فكان عليّ أن أبحث عن الشريط الذي مر عليه عام كامل وبعد جهد وجدت الشريط الذي استغرق الحصول عليه حوالي الشهر.
وقدم الشريط لرئيس التحرير الذي لازلت أذكر نبرات صوته حيث قال.. يا ابني فينك وفين الشريط من زمان؟ لقد أردنا مساعدتها وارادت معاقبتنا.. صحيح خير لا تفعل شر ما يجيك. فكان الشريط هو المخرج من تلك الواقعة \”البلقع\” كما يقولون.تذكرت هذا الآن وهو جزء من قصة طويلة سوف تكون احد موضوعات كتابي القادم بإذن الله الموسوم بـ \”أناس من الذاكرة\”.وهو الكتاب الذي – يحكي – عن أناس اختلط عرقي بعرقهم وأعطوني من ذوب أنفسهم معنى \”الكفاح\” ومن عمق تجربتهم صفاء الرؤية، وسلامة المسير.. إنهم القدوة في اتخاذ القرار في الوقت والزمان المطلوب فهم لا يعطون من أنفسهم إلا صفاءها، ومن أخلاقهم إلا سموها وارتفاعها , على أن هناك أناساً في الذاكرة \”باهتون\” في كل شيء وهم على حوافها.إنهم \”أناس\” يعيشون في الذاكرة سوف يتم النبش عنهم بإذن الله.

•• آخر الكلام
الكذب ليس له أقدام..
هكذا يقول أهلنا باستمرار

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *