نايف القيم والأخلاق
يأتي الاهتمام بمقام ومكانة رجل دولة في مهابة وحكمة ، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز أمراً تقتضيه أدبيات التاريخ ، قضى حياته رحمه الله لخدمة دينه ومليكه ووطنه وأمته العربية والإسلامية ، وتميز في مواقعه القيادية ، قريبا من أبناء وطنه وشيوخ القبائل ووجهاء المجتمع والأعيان ،
فالأسماء أكثر من أن تُعد مِمَّنْ أعتاد مشاركتهم الرأي ، في غرس مفاهيم التربية والقيم والأخلاق كأبرز سمات المجتمع السعودي ، ومن هؤلاء رجال القضاء والتربية والأدب والثقافة والإعلام والقيادات الأكاديمية والأمنية ، ومن هُم في مستوى إدراكه ووعيه لمسؤولياته السياسية من رؤساء الدول وزملائه وزراء الداخلية .
وأزعم إنني كنت متابعًا ، لإنجازات ذلك القائد المُحَنَّكْ ، للعديد من المواقف الوطنية ، التي تتطلب اتخاذه لأشجع القرارات ، في فترات شهد لها التاريخ بأنه رجل المرحلة ، بحضوره الكثير من المناسبات الوطنية والمؤتمرات التي رعاها سموه ،
ومنها مؤتمر ” الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف ” والذي عُقد بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، لأكثر من ست سنوات مضت ، إبان إدارة معالي الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا ، باستضافة عدد من الشخصيات العالمية والمحلية البارزة ، واللجان المشاركة بإدارة الجلسات العلمية وصياغة توصيات المؤتمر الختامية .
وشرفت بالمشاركة في ذلك المؤتمر ، بورقة عمل بعنوان ” المعالجة الفكرية لظاهرتي التطرف والإرهاب ” ، كأحد أبناء الوطن ممن عمل في مجال التربية والإعلام ، يملأني الفخر والاعتزاز بما سجلته ذاكرتي في “حوارات صحفية” نشرت في حينها ، مع أمراء مناطق وكبار المسؤولين ،
تحدثوا بالصدق والشفافية عن الحنكة وبعد النظر التي تمتع بها في حياته ، وإدارته لأهم وزارات الدولة المعنية باستتباب الأمن والاستقرار ، أنها الفطنة والذكاء وسداد الرأي ، والتربية التي دأب عليها الأمير نايف في كنف والده الملك عبد العزيز مؤسس كيان المملكة.
هذه الشخصية القيادية والسياسية والأمنية ، يأتي دورها متزامنًا مع جهود جامعة الملك عبد العزيز بجدة كأروع صور الوفاء ، على لسان مديرها معالي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبيد اليوبي ، بالاستعداد لمعرضها ” نايف … القيم” المنتظر إقامته في شهر شعبان القادم ، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ،
بهذا التلاحم بين القيادة السياسية والمجتمع ، إدراكا لأهمية البناء الفكري كقضية جوهرية بالدرجة الأولى في المجتمعات الأكاديمية ، وتوثيقا لإنجازات رجل ساهم بقيادة بلاده على أرفع المستويات ، والوصول بها لذروة سنام المجد بدءً بإمارة الرياض ، فوزارة الداخلية مواصلا العمل ليلا ونهارا ، انسجاما مع نبض الحراك الحضاري الإنساني ، متجاوزا بتفاعلاته لخارج أسوار هذه الجامعة العريقة .
التصنيف: