نايف الذي عرفت

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
عند توليه ولاية العهد ذهبت مع وفد مدينة جدة للتهنئة والسلام عليه وكان ان كنت آخر من سلم عليه فبادرني رحمه الله بصوت خفيض لا يكاد يسمع وهو يبتسم ابتسامة خفيفة اراك يا علي مع اهل جدة وأنت من المدينة المنورة عندها شعرت بارتباك ولكن سرعان ما ألهمت بأن قلت له سريعاً:
رحم الله الذي وحدها.
عندها جذبني اليه وهو يعانقني كأنه يعبر عن شعوره الممتن لهذه الجملة العفوية فما كان مني الا ان استميحه في نشر الحديث الذي تحدث به مع وفد رجال المال \”الجداويين\” فكان أن قال لي بس – بدقة.
وقد كان..
كان \”نايف\” رجل دولة ورجل أمن من الطراز الأول.. وكان حصيفاً في تناوله للقضايا.
وكان هادئاً الى درجة غير معقولة.
اذكر قبل ثلاثين عاماً ان ذهبت الى تونس لمرافقته في اول زيارة له لتونس فكنت الصحفي السعودي الوحيد بجانب الأخ محمد العمرو من وكالة الانباء والاخ اشتياق معروف كمصور للتلفزيون فكان ان حجز للوفد في فندق الهيلتون وكان على ربوة حولها فضاء لم تنشأ تلك العمارات او المخططات التي يطلقون عليها المنزه السادس وعلم سموه انه سوف يسكن بعيداً عن الوفد فطلب ان يكون سكناه في نفس الفندق وقد اسقط في يد المسؤولين التونسيين، لكنه أصر على ذلك وقد كان، في اليوم التالي كان قد اقام له وللوفد وزير الداخلية التونسي حفل عشاء في منزله المحاط بحديقة غناء فبعد ان انتهت حفلة العشاء وكنت اتحين الفرصة للفوز بتصريح منه فكان ان قلت له، سمو الأمير ان من يراك لا يعتقد انك وزير داخلية ابتسم ابتسامته الخفيفة وقال لماذا؟
قلت ان الذي استقر في نفوسنا \”كعرب\” ان وزير الداخلية لابد ان يكون متجهماً صارم النظرات وانت غير ذلك. كما اراك الآن.
نظر اليّ وكان بجانبه الفريق عبدالله آل الشيخ وكان يومها مسؤولا عن حرس الحدود قبل ان يتولى مسؤولية الأمن العام.
فقال له هل سمعت هذا يا أخ عبدالله؟
قال له : نعم انه صادق
فربت بيده على كتفي مبتسما وهو يقول:
بس \”برضه\” انا وزير داخلية
كان سموه حريصاً في كلماته دقيقاً في تعامله مع من يحيط به.
رحم الله فقيدنا واسكنه جناته انه على ذلك قدير.
التصنيف: