نانو (زويل) وتجربة (مهاتير)

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]يوسف اليوسف[/COLOR][/ALIGN]

من ارتدى معطف العلم واصطحب عصا الترحال والأسفار في بحور العلم الذي شُيدت به الحضارات وارتقت به الأمم ولا زال في بحور العلم يغوص ولم يتوقف .. نال أعلى الأوسمة والدرجات والشهادات العلمية وجائزة نوبل ولم يتوقف .. يتمثل حاله بقول الإمام الشافعي يرحمه الله:
كلما أدبني الدهر
أراني نقص عقلي
وإذا ما ازددت علماً
زادني عِلماً بجهلي
ذلك هو العالم العربي الشهير الدكتور أحمد زويل والذي نجح في إدخال البُعد الرابع للزمن في صورة ميكروسكوب بصورة فائقة الجودة بما يمكن معه تتبع مسار كل إلكترون على حدة في الزمان والمكان المحددين وأمكن من خلال اكتشافه هذا ولأول مرة في تاريخ البشرية رؤية أصغر الأشياء داخل الذرة ، عن طريق (الميكروسكوب رباعي الأبعاد) والذي يعتبر ثورة في عالم (النانو).. والذي يمكن بموجبه مشاهدة(الزمن الحقيقي) مع (المساحة الحقيقية) للتغيرات داخل الذرة نفسها .
ولقد جاء المؤتمر الدولي لصناعات تقنية النانو والذي نظمته جامعة الملك سعود ممثلة بمعهد الملك عبد الله لتقنية النانو والذي انعقد خلال شهر أبريل 2009م بمدينة الرياض برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ والذي يعتبر المؤتمر الأول في صناعات تقنية النانو على المستوى العالمي .. جاء ضمن توصياته إدخال تقنية النانو في المناهج الدراسية للمراحل الأولية لما لهذه التقنية المهمة من مستقبل مأمول باعتبارها من أهم تقنيات المستقبل ، والحمد لله على هذه التوصية البناءة.
ولكن ما عسانا أن نقول إذا سمعنا وشاهدنا في إحدى القنوات الفضائية في هذا الوقت..وفي هذا العصر المليء بالعلم والاكتشافات والتعليم عن بُعد .. من أن بعض الطلاب في أرياف إحدى البلدان الأفريقية يعانون من قلة توفير المدارس..بل أكثر من ذلك لا يجدون مكاناً يجلسون عليه سوى العلب الفارغة أو بُلكات الطوب أو افتراش الأرض بل حتى هذه لا يجدونها عندما يأتي الخريف والأمطار فتجعل سقف الفصل مساوياً لأرضه.. فتصير المدرسة والطلاب في العراء تحت وهج الشمس ناهيك عن المقرر الكبير وعدم توفر الكتب أو حرمان الطالب من الدراسة إذا تأخر أو عجز عن سداد الرسوم وخلافه؟!
عزيزي القارئ هذه دعوة لأن نحمد الله تعالى على النعم الكثيرة التي نعيشها وفي توفر سبل الدراسة ومناهج التعليم وكثرة المدارس والجامعات والمعاهد في هذه البلاد المباركة أدامها الله ،فقد أحببت أن أذِّكرك ونفسي بها لنشكر الله عليها ليزيدنا وأبناءنا فضلاً وعلماً، ثم الشكر لولاة الأمر والقائمين على التعليم.. وألا ننسى أولئك الطلبة المحتاجين بالدعاء والعطاء قدر المستطاع والذين لا يجدون مجلساً أو مكاناً آمناً يمكن أن يتلقوا فيه العلم ذلك الرافد والمطلب الحيوي العجيب الذي قال عنه الدكتور أحمد زويل إنه حين التقى بالرئيس السابق لماليزيا (مهاتير) سأله كيف استطعت بناء ماليزيا الحديثة بهذه الطريقة ؟ فأجابه ملخصاً رؤيته وتجربته في كلمة واحدة (بالعلـم).
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *