[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت بن طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

** يبدو أن لرجال الأعمال \”سطوة\” أكثر وأعظم مما يمكن ان يتخيله أحدنا.. وهذا ما استنتجته مما أشار إليه نائب وزير العمل الدكتور عبدالواحد الحميد، الذي كان يحاضر الأسبوع الماضي في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض، حيث جاءت اشارات الدكتور الحميد تكشف عن \”واقع مفزع\” يتولى كبره رهط من رجال الاعمال بالدرجة الأولى، الذين يكشرون عن أنيابهم، فلا أحد يقوى على الاقتراب منهم، والواقع أن \”سطوتهم\” تلك ليست لمكونات خارقة في تكويناتهم الجسمانية مثلا، فهم في النهاية بشر مثلنا، ولكن نفوذهم \”الخارق\” ذاك استمدوه من الأرقام الفلكية لأرصدتهم المودعة في بنوك الأرض هنا وهناك.
** رجال الأعمال هؤلاء التي أشار إلى سطوتهم الدكتور الحمين طبعا لـ\”المدينة\” الثلاثاء الماضي،لم يكن أحدهم لـ\”يفرد ريشه\” لولا أن أرصدته المالية قد تنامت، ببركة هذه الارض الطيبة،وبحشد التسهيلات التي لقوها فوق تراب الوطن وضمن فضائه،ومن ناسه وقوانينه ومدنه، وفرصه الاستثمارية المعفاة من الضرائب، وكلها قد توفرت سهلة ميسرة أمام أيديهم وطوع إرادتهم سخاء من الدولة،وهبة مطواعة من الوطن المبارك.. ومع ذلك فقد قام هؤلاء في تنكر صارخ للوفاء تجاه وطنهم المبارك بـ\”محاربة وزارة العمل\” كما قال ذلك الدكتور الحميد، ومن الأمثلة القريبة \”محاربة قرار السماح للمرأة بالعمل في الأسواق\” بمساعدة عدد من أبناء المجتمع، الذين لهم نظرة لا تتعدى أرنبة أنف كل واحد منهم، وكان من نتائج ذلك، تنامي عدد أخواتنا النساء العاطلات عن العمل،حتى وصل الرقم الى مائتي الف عاطلة، وهو مرشح للزيادة.
** ويبدو ان الذين يحاربون وزارة العمل، ويقفون في طريقها، لكي تظل جامدة وغير قادرة على الحركة، وبالتالي نشوء حالة صارخة من فقر الوظائف لهذا العدد المهول من النساء،رغم ان بينهن 78% يحملن شهادات جامعية، ومع ذلك فهن يقبعن في بيوتهن، فيما شهاداتهن تزين جدران غرفهن.. أقول يبدو ان هذا الفريق المعارض سواء رجال الأعمال – بالدرجة الأولى – أو بعض فئات المجتمع،هم الآن \”مبسوطين\” للأسف، من هذه البطالة لنساء الوطن، بل قد يكون الواحد منهم \”متلذذا\” هو يرى هذا الحشد الكبير المعذب من العاطلات، يندبن حظهن بعد ان سدّ هؤلاء طريق الرزق الحلال من أمامهن، كنوع من الإمعان في قطع أرزاق عباد الله، الذين لديهم القدرة النفسية، والمهارة الاكاديمية والحياتية في أن يلتقطوا رزقهم بعرق جبينهم، من مجال للعمل يسرته الدولة من خلال وزارة العمل، وتحت سمع وبصر المجتمع، وفي مجالات متنوعة شرحها الدكتور الحميد.
** لقد كنا في الواقع قبل ان يكشف نائب وزير العمل عن هذه \”اللغز\” العجيب نعتقد ان الوزارة تنوء بوزر كل ألوان البطالة التي يعج بها المجتمع،في بلد بترولي كان يجب ألاّ يبقي فيه شاب ولا شابة بدون عمل،يقتات منه، ويكون هو أمله إلى حياة سعيدة ومستقرة ومطمئنة.. حتى أحالنا تصريح الدكتور الحميد إلى جزء ليس يسير من سبب معضلة \”البطالة المزمنة\” عندنا، وأن عددا منا ما زال موغلاً في تصديه لكل خطوة رسمية مقترحة، لفتح نافذة أمل بالوظيفة للمرأة عندنا، وكأننا نسيج خاص عن كل ما يحيط بنا من بشر على هذا الكوكب.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *