[COLOR=blue]نبيه بن مراد العطرجي[/COLOR]
أطهَر ثَرى فِي الوجُود ثرَى بَلد الله الحرَام مَكة المكرمَة التِي بهَا القَلب مُتيم ، ولهَا فِي القَلب مَكانة لَا يُمكن لأيْ بَلد آخر أنْ يَحل محلهَا ، تحتفِظ الذَاكرة لهَا بِذكريات جمِيله عِشناها فَوق ثراهَا لَا تُنسى حَتى آخر أنفاسنَا ، وتتوارَى أجسادنَا بَاطن ثراهَا الطاهِر ، شاهدنَا آثارهَا ، وحواريهَا ( آجياد – المسفَلة – حَارة البَاب – الشبِيكة – جَرول – الحجُون – غَيلمة …) وطرقاتهَا ، ومنازلهَا التِي بأيدِي أبنائهَا شُيدت ، وجبالهَا ( جبَل ثُور – جبَل النُور – جبَل أبِي قُبيس – جبَل قعيقعَان ) ومساجدهَا ، وآبارهَا ، ومعَالم أثرِيه أختصتْ بهَا دُون غيرهَا ، وقَبل هَذا كُله التوسيعَات التِي شَهدها بَيت الله الحرَام ، واليَوم مَع النَظرة المستَقبلية العمرَانية لتطوِير مَكة المكرمَة ، ومَا رَافق ذَلك مِن إندثَار الكثِير والكثِير مِن معالمهَا التِي يجهلهَا أبنَاء جيلنَا الحاضِر لغرَض المصْلحة العَامة التِي سَتجعل مَكة المكرمَة ترتدِي ثوباً يَرتقي بهَا إلَى مصَاف أجمَل المدُن فِي العَالم ، وحَيث أَن حُكومتنا الرشِيدة مهتَمة بحِفظ الآثار لِكل مَا هو موجُود كونهَا مِحبرة التأْريخ عَلى مَر العصُور التِي سَوف يستسقِي منهَا بَعد عُقود مِن الزمَان حَال أيامنَا ومَا سبقهَا مِن أيَام ، وحفاظاً عَلى آثَار مَكة المكرمَة الإسْلامية والعُمرانية التِي فُقد وجودهَا وأندثرتْ معالمهَا ، ولمْ يَبقى منهَا سِوى الذكريَات عِند جِيل رَحل عَن الوجُود أكثَر مِن ثُلثيه ، ولمْ يَبقى مِنهم سَوى القلِيل ، فحبَذا لوْ أَن الهَيئة العَامة للسيَاحة والآثار تخْطوا خُطوة تصحِيحية لهَذه الآثار التِي يجهلهَا الكثِير مِن خِلال إقامَة مَدينة مُصغرة لِمكة المكرمَة القدِيمة قبَل التَوسيعات عَلى مسَاحه كافِيه يتجَول داخلهَا أبنائنَا والزُوار ليعرفُوا معالمهَا وحاراتهَا وطرقهَا ومنازلهَا وجبالهَا ومساجدهَا وعاداتهَا وكُل مَا كَان كائِن فِي تِلك الأيَام الجمِيلة التِي لَن تتَكرر مهمَا طالْ الزمَان ، والتِي قضينَا عَليها بإرادتنَا ، فالأراضِي البُور بِمكة المكرمَة وفِيرة فَقط نحتَاج الهِمة العَزيمة مِن رجَال يثبتُوا تَاريخ تِلك الأيَام للأجيَال القادِمة ، فَحبذا أنْ تَكون تِلك المدينَة المصَغرة لِمكة المكرمَة نمُوذجاً حقِيقياً لماضِيها العَريق .أمْنية أضعهَا أمَام ابنهَا البَار الذِي أبصَر الحيَاة فَوق ثراهَا ، وترعرَع فِيها دائِم السِيف ليحتضنهَا ويحققهَا فِي الوجُود ، إنْ استَحسنها سُموه الكرِيم .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *