مَعَد به عبدالله بن عبدالعزيز في الديرة

• عبدالرحمن آل فرحان

في البداية نحمد الله تعالى الذي جعل عزاءنا في فقد والدنا الحبيب عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله في وجود أخويه العظيمين سلمان ومقرن وابن أخيهم محمد بن نايف يحفظهم الله جميعاً ، فهم خير من يخلف أسلافهم العظام بدءاً من المؤسس غفر الله له وحتى ملك القلوب عبدالله يرحمهم الله جميعاً . فنسأل الله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على حمل الأمانة وأن يسدد على طريق الفلاح والسؤدد والعزة والكرامة خطاه ، وأن يجري على يديه الخير للوطن والشعب والأمة ، وأن يلهم ولي عهده مقرن بن عبدالعزيز ، وولي ولي عهده محمد بن نايف كمال الرأي وأصوبه وأن يجمع فيما بينهم جميعاً في الحق على الحق وإلى الحق ، وأن يحفظ لنا ولهم أمننا وسلامة ووحدة أرضنا دائماً وأبداً.
أما بخصوص فقيدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه المولى عز وجل .. فلا أجد أبلغ من تلك الكلمات التي صدحت بها تلك العجوز المسنة وهي تنعيه في مقطع قصير تداولته المواقع والجوالات بتسارع مذهل خلال اليومين التاليين ليوم وفاته ، ففي حديثها الذي لا يمل وعفويتها التلقائية التي لم تكن تروم من خلالها المصلحة أو غاية من غايات التملق والنفاق ،وهي تصدح بها مصارعة غصة الحزن وكأنها تذكر نفسها ومجتمعها بالحقيقة المؤلمة لذلك النبأ .. نبأ وفاة جلالة المغفور له بإذن الله عبدالله بن عبدالعزيز ، وتداعياته على وعينا جميعاً ، تلك الكلمات المعبرة والتي استوقفتني منها هذه العبارة :  ” خلاص .. مَعَد به عبدالله بن عبدالعزيز في الديرة ” ، كانت تكررها أكثر من مرة وهي تغالب دموع الحرقة والأسى ، وكأنها تريد التأكيد على أن الفاجعة ليست في الموت ذاته ، إنما في كون المكان بعد أن يموت من نحب يصبح خالياً منه ، من صوته .. من ابتسامته .. من حديثه .. ومن كل شيء يتطلب وجوده ، لقد رأت في رحيله الغياب الذي منه يبرز وجعنا جميعاً والذي هو بالتأكيد وجعها ووجع كل محب لذلك الوجه الصبوح ، لقد تفوقت تلك المرأة المسنة على كل حملة الأقلام والمثقفين الذين استعصت عليهم عبارات النعي لعظم مكانة المفقود يرحمه الله ، فعجزوا عن الإتيان بأصدق وأبلغ مما قالته هي عن هذا الغياب الذي ابتلع رجلاً تماهت فيه كل مشاعر العظمة والقوة والبساطة والتواضع ، عبدالله الذي لم نشعر يوماً من خلال أحاديثه إلينا أو من خلال خطاباته الموجه لنا أنه مجرد زعيم أو حاكم تفصل بيننا وبينه حواجز الملك ، كانت كلماتها بليغة جداً رغم إيجازها ، وصادقة جداً رغم خلوها من ديباجة الخطباء ولحن النحاة والمفوهين ..كلمات لا تكلف فيها ولا تصنع ، إنما عصارات لقلب مكلوم مضمونها الصدق والبساطة والعفوية ، ولهذا فإني أستميحها العذر وأستعير عبارتها تلك لأقولها بملء صوتي هنا : خلاص يا الدنيا .. خلاص يا العروبة .. خلاص يا العرضة السعودية .. يا نشرة الأخبار .. يا الفروسية .. يا مهرجان الجنادرية    ” ما عاد به عبدالله بن عبدالعزيز في الديرة ” .

[email protected]
twitter: @ad_alshihri

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *