[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الماجد عبد الحميد[/COLOR][/ALIGN]

هاتفت شيخًا من شيوخ القرآن وحَفَظَته أستجليه عن مواقع ومواضع كلمة (الخنزير) في آيات القرآن وسوره.. قدمت بين يدي المهاتفة المبكرة اعتذارًا في طلب السؤال في توقيت كهذا درج فيه الناس على العودة إلى النوم هذا إن أدركوا صلاة الصبح حاضرًا أو أنهم في لفة الجولة الأخيرة من نوم ينتهي بعد فوات صلاة الصبح.. وحجتهم في ذلك أنهم مشغولون بأعباء وأثقال الحياة حتى أنهم يعدون تكاليف العمل الإسلامي جزءًا من أسباب تأخرهم عن صلاة الجماعة فجرًا !!.. بأدب أهل القرآن ومرحهم قال لي عشان كدة البركة راحت من حياتنا!!.. قلت له البركة لا تزال مطروحة في أمتنا بأمثالكم.. واستمر بيننا حديث انتزعت منه نفسي انتزاعًا بحصولي على ما كنت أبغي وزيادة، ثم ودَّعته مُجبرًا علي حرمان دواخلي من سماع صوته المسكون بجميل الترتيل وعطر الكتاب المنزل.
بعد قليل عاد الشيخ الشاب يستفسرني متعجبًا من خبر اطّلع عليه في صحيفة سودانية قالت إن هنالك إجراءات احترازية للحد من مخاطر الخنازير الموجودة بالسودان.. سألني: وهل هنالك خنازير في أماكن أخرى من السودان غير تلك التي تتواجد في مناطق بالنيل الأزرق وبعض مناطق جبال النوبة ومواقع أخرى تتعامل فيها القبائل هناك مع الخنزير وفق أعراف وتقاليد تتفاوت بين الوثني والعُرفي؟.. وعدْته باستجلاء الأمر من أهل الذكر والاختصاص إن كانت هنالك خنازير في مواقع أخرى.. وظللت في بحث وتقصٍّ وفّر لي معلومات وإفادات كانت غائبة عني فيما يتعلق بشروط وقوانين ولوائح تربية الخنازير في السودان، ومما علمته أن هنالك مزارع في عدد من أطراف العاصمة تربّى فيها الخنازير منذ مدة وأنها مملوكة لأشخاص من غير المسلمين وأنها تخضع لرقابة وشروط تسكين الحيوان بالبلاد.. لكن مما تكشّف لي أيضًا أن هنالك تجاوزات خطيرة في هذا الأمر!!
الذي دعاني لاستدعاء خواطر الصباح مع شيخنا الحافظ أنه قد أكرمني بخبر أرى ضرورة ولازمة للتعليق عليه مع الاحتفاظ ببقية التفاصيل لصلتها بحوار يدور مع هذا الحافظ وشاب سوداني يتواجد حاليا داخل إسرائيل أجرى اتصالاً مع محدثي يستفسره إن كان بإمكانه العودة إلى السودان دون أن يتعرض لأذى ومساءلة.. وربما يستغرب القارئ أمرًا كهذا ولكي تزيد الغرابة وترتفع حواجب الدهشة نقول إن الشاب الذي يرغب في العودة يحفظ القرآن الكريم من البقرة للناس!!.. وأن صلته مع محدثي بدأت منذ أيام الخلوة والدراسة.. لكن القلوب بين يدي الله يقلِّبها كيف يشاء.. سبحانه!!.. فبينما ظل هذا حافظًا لعهده مع الله صابرًا على شظف العيش والحياة طاف الآخر الدنيا لينتهي به المقام لاجئًا في إسرائيل.. ثم ضاقت عليه نفسه قبل السجن الكبير الذي كان يظنه جنة وملاذًا آمنًا فإذا بها جحيم لا يُطاق ووحشة لا تُحتمل!!
مما قرأته في صحيفة أجراس الحرية عن مسعى إسرائيلي سري لإعادة لاجئي دارفور.. ولم تكشف الصحيفة في الخبر الذي نقلته عن هآرتس الأسباب الحقيقية لهذا المخطط السري.. سألت نفسي: هل كان اتصال الشاب الذي أشرنا إليه من باب هذا التخطيط وذلك بأن يفتح المجال للراغبين في البحث عن طرق للمخارجة من السجن الإسرائيلي الكبير.. أم أن الموضوع برمته يخضع لتعقيدات تتجاوز تبسيط التناول وحسن النوايا مع إخوان سابقين ارتموا في أحضان إسرائيل؟!!
من المغالطات والأكاذيب التي تضمنها خبر (هآرتس) الذي احتطبته أجراس الحرية أن عدد اللاجئين السودانيين في إسرائيل يفوق الخمسة آلاف لاجئ.. لا اعتراض على هذا العدد زاد أو قل.. لكن الذي يستحق التوقف عنده هو قول الخبر إن الغالبية العظمى من هؤلاء اللاجئين هم مسيحيون من إقليم دارفور المضطرب« !!.. وما يعرفه (ناس أجراس الحرية) أنه لا يوجد مسيحيون في إقليم دارفور قبل الاضطراب، أما الذين تواجدوا بعد الاضطراب فهم الذين يخططون لما يحدث الآن من خراب ودمار.. وهم ذاتهم الذين يخططون لعودة هؤلاء، والدليل يحمله ذات الخبر؛ فالجهة التي تشرف على العودة منظمة سرية اسمها (السفارة المسيحية)!!
لا أود أن أقطع على شيخي الحافظ حبل تواصله مع محدثه من إسرائيل لكنني أتساءل: من الذي يقف وراء خروج أمثال هؤلاء من السودان ودخول الخنازير إلى وطن يريد له مخططون أن يتحول إلى شيء آخر لا نعرفه؟!!.

الانتباهة السودانية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *