موسكو وتل أبيب والمستقبل

• هبه عبد العزيز

هذا من جانب وعلى الجانب الآخر شاركنى البعض وجهة نظرى فى تبنى فكرة أن تبادل المصالح بين الطرفين سينتج عنه حالة إحتواء وتنسيق، ففى سبتمبر الماضى تم اللقاء ما بين رئيس الوزراء الإسرائيلى والرئيس الروسى بناء على طلب عاجل من الجانب اﻹسرائيلى،

وذلك لمعرفة حدود التدخل الروسى فى سوريا، و التنسيق بناء عليه بين الطرفين بخصوص التحرك الإسرائيلى فى سوريا لمنع وقوع صدام بين الطرفين، وأيضا لمنع نقل أى أسلحة متطورة لحزب الله من سوريا إلى لبنان، ومنع وجود قوات من حزب الله وإيران فى المنطقة الجنوبية السورية المحاذية لهضبة الجولان لضمان عدم تهديد آمن إسرائيل،

وبالفعل تم تشكيل لجنة عسكرية مشتركة للتنسيق بين الجيشين، كما أكد الجنرال “عاموس يادلين” رئيس شعبة الاستخبارت العسكرية أن إسرائيل لن تهاجم أهداف فى سوريا يتضرر فيها روس مطلقا ، وصرح كذلك بأن الروس ليسوا أعدائنا اليوم.

وأعتقد أن اسرائيل تنظر الآن للتدخل الروسى على أنه أمر يحقق لها أهدافها الخبيثة حيث أنه سيمنع سقوط نظام بشار الاسد، ويجعل من منطقة “سوريا الصغرى” على الساحل منطقة نفوذ روسى تحت حكم بشار مما يزيد إحتمالات تقسيم سوريا و إضعافها كدولة وجيش وشعب، وفى نفس الوقت الإبقاء على نظام “بشار” ضعيف لا يقوى على شىء.

ونرى كذلك من الرئيس الروسى محاولات طمأنة للجانب الإسرائيلى وقد بدا ذلك فى أكثر من تصريح له وبأكثر من وسيلة، مما يؤكد حرص “بوتين” على الإحتفاظ بعلاقات جيد ة ما بين بلاده وإسرائيل،

وجدير بالذكر أيضا أن تلك العلاقات تطورت فى عهده إلى ما يقرب من مستوى الشراكة. فروسيا على ما يبدو لا تريد أن تزيد من تأزم علاقاتها مع أمريكا بعداء اسرائيل، وتريد الا توسع عملياتها فى سوريا حيث أنها تعانى من أزمة اقتصادية والتى كان من أسبابها العقوبات التى فرضت عليها بسبب الأزمة الاوكرانية، فروسيا تسعى لتحقيق أهدافها بتكلفة مقبولة.

وفى اعتقادي أن الجانبين الروسى و الإسرائيلى حاليا حريصان كل الحرص على المحافظة بل و تطوير علاقاتهما.

[email protected]
Twitter: @Heba_elmolla

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *