ابراهيم معتوق عساس

نسمع عن مواقف كثيرة في الحياة وقد نكون شهوداً عليها أو اطرافاً فيها وفي العديد من هذه المواقف الواقعية عبر وعظات لمن يعتبر وفوائد اخرى لمن يريد تجنب تتابع تلك المواقف او تجنيب اهله وذويه أو الاقتداء بالصالح الجيد من تلك المواقف:
وفيها ان احد الاصدقاء اشترى عمارة سكنية بعد ان باع الدار التي كان يملكها داخل المناطق الاستثمارية بمبلغ ثلاثة ملايين ريال فضربها الاخ ابو صالح وقدر ايجار الشقة الواحدة بعشرين الف ريال وقال في نفسه عشرين في اربعة شقق (بثمانين الف) ريال وصفق بيديه وقفز حتى كاد يصل الى سقف الغرفة وقال ما في احلى من كده دخل سنوي مضمون يعينني على تحمل مصاريف العيال والسفر، وسلم العمارة لمكتب عقاري وجاءه المستأجرون وتسلم منهم العرابين ووقع العقود والعهود بشهود عدول وراح يبشر بما حصل لزوجته صالحة وابنه صالح فقالت له صالحة يا ابو صالح اذا استلمت الدفعة الثانية ابغاك تشتري سيارة جمس ملكي بالتقسيط والدفعة الثانية طقم من الذهب موديل جديد والدفعة الأخيرة تخليها لاجازة الربيع فوعدهم خيراً ولما جاء موعد الدفعة الثانية اتنشم ابو صالح وراح الى العمارة ولكن للاسف كلما دق على شقة من الشقق وجدهم صامتين.
لا صوت ولا صورة ومرت الايام وانتهت السنة الاولى والثانية والثالثة فلم يحصل ابو صالح الا على العربون وبعد ان تدخل اهل الخير والمعارف طلبوا من ابو صالح ان يأخذ مبلغاً معيناً ويتنازل عن الباقي. فدق على صدره وقال: ما أكون ابو صالح لو ما اخذت حقي واجرجرهم. وبدأ مشوار بلا نهاية وبلا حدود من جلسة لجلسة وموعد بعده مواعيد وبعد ثلاث سنوات من الجري والركض قابلت ابو صالح ووجهه شاحب مليء بالاخاديد وفي يده كيس مليء بالدواء فسألته: ما بالك يا أبو صالح؟ فقال: الامر كما ترى لقد وقعت وقعة سوداء مع السكان وحتى الآن لم استطع الا اخذ جزء بسيط من النقود فقلت له نعمة خذ الذي جاءك واترك الباقي (خذ ما صفى واترك ما تعكر) يكفيك ما اصابك وفين سنونك وخدودك الموردة التي كنت تقطع بها اللحم وتلوي بها الحديد فقال لقد وقعت بسبب السكر العنيد الذي أصابني بسبب سكان العمارة ومماطلتهم عن الدفع ولكن سوف أواصل مشواري معهم حتى أحصل على حقي أو اكون من سكان اللحود. ثم قال: كيف الفكة من هذه العكة فقلت له: بيع الجمل بما حمل على اول مشتر يا ابو صالح ولمثل هذا الاستثمار لا تعود.
واخيرا فإن الرجال لا تقر مثل هذه الأفعال والتصرفات التي فيها هضم لحقوق الناس لأنها تعرف الحق وتعطيه لصاحبه اما غيرهم فإن شعارهم وديدنهم هضم الحقوق ولا يخجلون من ذلك وهذا الفرق بينهم وبين الرجال وعلى الجهات المختصة أن تضع حداً لهم!
العوض على الله يا حسودي
في مجلس اجتماعي قال احد الحضور كلاماً يدل على انه يحمل في داخله حسداً وكراهية لآخر يجلس في ذلك المجلس فرد المعنى على الحسودي بكلام قاس عسى ان يفهم الحسودي المعنى ويسكت ولكن الحسودي اخرج كميات هائلة من الحسد وبحركات لا يتقنها الا حسودي مثله فتدخل احد الحضور وقال من في المجلس يعرفونك ويعرفونه والحاسد يحسد والرازق يرزق ان التراب عندما يصبح ذهباً فهذا يدل على رضى الوالدين ويا سعادة الفائز برضى الوالدين لقد جاء احد الصحابة فيما معناه الى الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب ان يدعو الرسول له بزيادة حساده اتعرف لماذا؟ لان زيادة الحساد زيادة في الرزق لان الله يعرف ان الحاسد يعارض امر الله والرزق بأمر الله فقال المحسود نعم الرزق بيد الله والمعوض هو الله والحسودي مثل الحطب في النار والله يكفينا شر كل عين تحسد!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *