مواجهة الطوفان… مواقف ومبادىء

Avatar

عدنان بن عبدالله صالح فقيها

** الشجاعة دائما وأبدا في المواجهة الشريفة من منبع الصدق والأمانة وقول الحق واحترام الآخرين والوفاء بالعهد وتنفيذ الوعد حتى لو وجد نفسه في دائرة الإحراج لتسرع لسانه فكان يهرف بما لايعرف .. ومن الشجاعة عدم التمادي بالخطأ والرجوع عنه أكرم وأشرف من استغلال المناصب والمعارف والمطبلين في إيذاء الآخرين .. وقد نسي أنّ هناك الكثير غيره من الشرفاء والصادقين والشجعان الذين لايرتضون أن يسيروا في نهجه ولا يقبلون الظلم .. وعليه أن يتذكر أنّ من يجلس على الكرسي الدوار لايأمن دورانه..
شجاعة رجل الدفاع المدني الذي امتلأ قلبه اخلاصا لعمله وحبا لوطنه ومجهودا لمساعدة المواطنين ..في طريق الحرمين في العاصمة المقدسة اشتعلت احدى السيارات وصادف وجوده أثناء الحادث ولم يكن في عمله ولكنه توقف وانطلق في محاولات جادة لإطفاء النار التي أوشكت أن تصل إلى البنزين لولا لطف الله ثم شجاعته ولم يترك الأمر حتى وصل رجال الدفاع المدني والشرطة والإسعاف .. صدقا إنّ بلادنا بخير كبير بوجود أمثال هذا البطل الذي لم نعرف اسمه ولم ينتظر كلمات الشكر .. لانقول له إلاّ جزاك الله خيرا وكثّر من أمثالك
** الطوفان أو السيول الجارفة التي تظهر قدرة الله عزّ وجلّ والتي لايستطيع أيّ كان أن يقف أمامها ومواجهتها والحدّ من أخطارها إلاّ بالتوجه إلى الله الخالق والدعاء والتضرع له أن يزيل الهمّ ويفرج الغم وينزل رحمته ويرفع عذابه ولا يأخذنا بذنوبنا وما فعل السفهاء منّا ولا يباغتنا بغفلتنا ويرحمنا بعفوه واحسانه ويسمح عنّا بعظمته وجلاله ولا يعاقبنا بما شغلتنا به الدنيا بمباهجها وزينتها وجمالها وزخرفها ونعيمها الزائف فتاهت العقول ونسي الإنسان أخيه الإنسان وأصبح همّه نفسه وحياته فانقطعت صلات المحبة والرحمة والرأفة والمودة واتصلت صلات البغض والكراهية والحقد وحبّ الدنيا ومالها فامتلأت النفوس بالطمع والإحتواء لكل شيء يملكه أو بين يدي غيره وجبلت الأهواء على الشر والإيذاء والتدمير والتخريب فأصبح منظر الدماء والأشلاء عادي حتى دموع الثكالى والأطفال لاأحد يبالي ..
لا يسأل الجار عن جاره ولا يهتم بحاله … ولا يربت على رأس يتيم وتصرف الملايين .. ولا تمنح لمحتاج أوسقيم ..يصفقون لمن أكل حقوق الآخرين ويبجلونه إمّا خوفا أوطمعا بما قد ينالونه من الفتات.
أصبح الشريف العفيف الذي يتمسك بالمبادىء والقيم والأخلاق في نظرهم حاسدا وحاقدا وضد النجاح ويكره الأخرين ..لسبب بسيط أنّه ومن هم مثله قد نذروا أنفسهم لرفض كل الأعمال الدنيئة التي يقومون بها وقدره أن يقف في وجههم ويدافع عن حقوقه وحقوق الآخرين مهما ناله من أذى .. ولكنه يقف شامخا متباهيا بعفته وشرفه ومبادئه رافعا أكف الضراعة إلى الخالق العظيم أن يزيل الأذى ويكشف ماعجز عن كشفه البشر أو غضّو البصر عنه ليتوقف طوفان الشر بقدرة رب العباد وللمقال بقية ..أقف مع كلمات سمعتها لشاعر قال:-
مادام لي خلاق مابفرش يدي للخــد
مااتوسد الاحزان في ليلي ولااتنهــد

سلمت له امري وله في حكمته مقصد.
مكة المكرمة جوال /0500093700

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *