[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الناصر الكرت [/COLOR][/ALIGN]

أثناء تجولي في مهرجان الرمان الثاني المقام بمنطقة الباحة تملكني الشعور بالسرور لما لمسته من حرص كبير وحماس منقطع النظير من المزارعين لنجاح هذا المهرجان . وزادت سعادتي كغيري بزيادة أعدادهم عن المهرجان السابق , وأبهجني كذلك المنتج المعروض من رمان بيدة الشهير الذي يفوق بجودته جميع أنواع الرمان في العالم , وفق تقارير علمية تؤكد صغر حجم النواة أو ما يسمى بالعظم داخل حبات (فصوص) الرمان ولينها مقارنة بغيرها .. رغم أن المهرجان حوى المنتج من بيدة ووادي تربة زهران وغيرها من قرى المنطقة . وهذا يحسب للمخططين لهذا المهرجان السنوي الجميل وعلى رأسهم سمو أمير المنطقة وسعادة وكيل الإمارة رئيس اللجنة المنظمة .
والواقع أن المهرجان يتجاوز الجانب الاحتفالي إلى تحقيق بعض الأهداف النبيلة لتشجيع الزراعة والاهتمام بالمزارعين ودعم المنتج وإيجاد أساليب تسويقية جيدة وجديدة تحقق الفائدة للمزارع وللمستهلك . وإتاحة فرصة تبادل الخبرات ونقل التجارب المفيدة وتوعية الأهالي عموما بأهمية الزراعة وتحديدا بعض الأصناف الملائمة لبيئة المنطقة .
وقد وجدنا تفاعلا رائعا من أولئك المزارعين وهم يعرضون منتجهم بكل فخر.. يغمرهم الإحساس بالارتياح للالتفات لهم والاهتمام بأمورهم وتشكيل الجمعيات الزراعية المختصة لخدمة أغراضهم .ويتأملون مزيدا من العناية من الجهات المعنية وفي مقدمتها المديرية العامة للشؤون الزراعية وصندوق التنمية الزراعية وغيرها بالتوجيه والمتابعة والمسارعة بتقديم الخدمات المطلوبة .
وحقيقة فإن هذه المهرجانات تحقق أهدافا بعيدة لخدمة الغرض السياحي بتعريف الآخرين بالمنطقة والوصول إليها من داخل المنطقة وخارجها . واقتناء المنتجات التي تشتهر بها .
ويجدر بنا في هذا المقام أن نشير إلى أول مهرجان للعسل أقيم في المنطقة قبل عشر سنوات كان لفرع جمعية الثقافة والفنون شرف تنظيمه – في فترة عملنا بها سابقا – بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة , وذلك بعد النجاح الكبير للسوق الشعبية التي كانت تقام خلال موسم الصيف لعدة سنوات مضت تحت إشراف الجمعية . ورغم أن ذلك المهرجان كان أول تجربة وبجهود محدودة إلا أنه حقق نجاحا طيبا بالتعريف بأحد أهم ما تتميز به منطقة الباحة من منتجات . وما صحبه من برامج أخرى . تشكل عامل جذب للمصطافين والسياح إليها , وتحقق المنفعة لأصحاب المناحل الذين حققوا حينها مبيعات كبيرة وجنوا مكاسب جيدة خلال أيام المهرجان الثلاثة فقط .
الجميل والمفيد أن الرجال الناجحين من المختصين والمهتمين استثمروا الخطوة الأولى لتفعيل هذا الجانب بشكل مدروس بوضع الاستراتيجيات وتحديد الأهداف ورسم الخطط .. وفي مقدمتهم الدكتور الدكتور أحمد الخازم صاحب المبادرة بتأسيس جمعية النحالين التعاونية لتصنع فيما بعد نجاحا متواليا يشار إليه , بما تساهم به من أعمال راقية لخدمة النحالين والمواطنين , لعل أهمها كرسي بقشان لأبحاث النحل بجامعة الملك سعود وغيرها من الأمور العلمية المهمة , ولتقدم إضافة رائعة لخدمة السياحة ليس في المنطقة فحسب بل في المملكة عموما .
والجميل في الأمر أيضا أن كلا المنتجين ( العسل والرمان ) لهما قيمة غذائية عالية وقيمة دوائية هائلة , مما يعني أن هذه المهرجانات المتخصصة ستفتح فضاءات أرحب لأعمال أكبر لخدمة شرائح عريضة من المجتمع السعودي وستكون محفزة للسياحة محركة للاقتصاد المحلي وهذا يمثل أكبر الأهداف التي يسعى المخططون للوصول إليها بتوفيق الله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *