من ينصف العملاء من (تطنيش) البنوك؟

• بخيت طالع الزهراني

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني [/COLOR][/ALIGN]

** اتصل بي أحد المواطنين بعد ظهر السبت 5 صفر 1430هـ يشكو من \”الحالة المزرية\” بحسب وصفة لفرع احد البنوك الكبيرة في حي مشرفة بجدة، والذي وجده خالياً من المراجعين لان (نظام الحاسب) فيه لا يعمل، وواصل المواطن كلامه قائلاً، وهو يقسم بالله انه للمرة الخامسة (متفرقة) خلال الاسابيع الاخيرة كان يجد نفس الموقف السلبي داخل البنك من تعطيل الحاسب، واضاف ان ذات المشكلة وجدها متزامنة سابقاً في الفرع الآخر الذي انتقل اليه في سوق شاكر، ثم الثالث الذي انتقل له في شارع محمد بن عبدالوهاب، وكأن هذه الحالة بحسب وصفه \”مرض عضال\” قد اصاب عدداً من فروع البنك، خصوصاً بعد موعد حلول استلام الموظفين لرواتبهم بالميلادي.
** مواطن آخر حدثني في نفس اليوم عن زحام هائل وجدة في فرع البنك في حي الجامعة، وانه منذ الحادية عشرة صباحاً وحتى قرب الظهر (ساعة ونصف) لم يصل دوره، في ظل زحام كبير، وغياب المدير، واحد موظفي العملاء، وعدم وجود صف من الصرافين يقابل الزحام سوى بموظفين اثنين.. وراح يبثني شكواه، هل البنك الكبير، وربما يحققه من أرباح بالمليارات عاجز الى هذا الحد في توفير موظفين يقابلون حاجة الناس، لا يعطلون مصالح عبادة كل هذه الساعات انتظارا، واكثر المراجعين وقوفاً على اقدامهم، وتراهم يتململون من الضجر، حتى في غياب كراسي كافية يجلسون عليها!!
** وقد حاولت أن اعرف حقيقة الطرف الآخر، فاتصلت بالادارة الاقليمية للبنك بجدة، غير انني لم أجد سوى السراب، خصوصاً وأنا أعرف نفسي وهدفي، حيث تم زحلقتي من موظف لآخر، ومن ادارة الى اخرى، فيما فسيرته شخصياً بأنه تنصل حتى من مسؤولية استقبال شكوى، والرد عليها، ومجابهتها بشكل حضاري، وهو ما يطرح أمامنا فرضية ان يكون مثل هذا البنك وغيره، قد عرف منذ زمن مبكر، انه في مأمن من العقوبة او المسألة من جهات الاختصاص، ولو كان عرف انه سيدفع الثمن غالياً، لحرص على شكاوى مراجعيه، ولانتبه إلى تجويد خدماته،حتى ولو لم تصله شكوى أصلاً، من خلال جولات المراقبين فيه على الفروع، واستطلاع آراء العملاء باستمرار.
** أظن الآن ان الكرة ليست في مرمى البنوك، التي تحول عدد من فروعها الى (صم بكم) أمام حاجة الناس في قضاء معاملاتهم ضمن زمن قياسي معقول،بل ان الكرة في مرمى مؤسسة النقد العربي السعودي، وهي التي اظنها المرجع الكبير للبنوك، بحيث يتوجب عليها ان تقف بحزم كل بنك يعطل مصالح الناس، ويضيع اوقاتهم، ويتحجج باعطال الحاسب الآلي، أو ان يضع موظفين اثنين أمام حشد كبير من المراجعين وفي أوقات وأيام ما بعد صرف الرواتب بالهجري أو الميلادي، فإن كل ذلك لا يمنح المراجع اية ثقة في وجود متابعات دورية، وحرص كبير على وضع الامور في نصابها.
** وأستطيع ان أضيف الى ما تقدم ان عدداً من مديري فروع البنوك وموظفيها بحاجة الى دورات متقدمة في فن مقابلات الجمهور، فالعميل ليس طالب صدقة، بل هو صاحب حق مشروع في قضاء معاملته في أقل زمن وبأفضل معاملة،وأي بنك يعجز عن تقديم هاتين الخدمتين معاً، فأظن أننا لسنا بحاجة له، لأنه اضافة كمية فقط لعدد البنوك،لا اضافة نوعية،فما هو رأي مؤسسة النقد؟!!
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *