[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بقلم : عبد الدايم السلامي[/COLOR][/ALIGN]

الطّقسُ الباردُ يُشجِّعُ على الحُبِّ. الطقسُ الحارُّ يُشجِّعُ على الحُبِّ أيضًا . غلاءُ الأسعارِ يُشجِّع على مزيدِ الأكلِ اللذيذِ والإقبال على الدّنيا. أنفلونزا الطيور تَفتحُ شهيّةَ المواطن للحمِ الفراخِ والملوخيةِ على طريقة ما نُشاهد في أفلام مصرَ القديمة .
رداءةُ الرواياتِ التجريبية تمنحُنا الاطمئنانَ على أنّنا أحياءٌ ونُفكِّرُ. تلوُّثُ الهواءِ يُشجِّعُ على التدخينِ وشرب القهوةِ وملاحقة الصبايا بالنظرِ المالِح دون خوفٍ من نَهرِهنَّ وقَهرِهنَّ. أتعابُ النهارِ تجلِبُ لنا نومًا مليئًا بفضائحِ الأحلامِ. كثرةُ الخفافيشِ النهاريّةِ تبعثُ في الحمائِمِ رائحةَ السلامِ. هزائمُنا العاطفيّةُ تُحبِّبُ إلينا الورْدَ وتُحرِّضُنا على الحياةِ الدُّنيا بزينتِها. مَنْ يُشجِّعُ على الموتِ إذن؟
مادام هناك إيليسَا وهناك هيفاء وهناك نانسي ومادام هناك \”شعبولّة\” فإنّ الدّنيا بخير. بل أقول إنّ أحوالَنا جميعَها بألفِ ألفِ خيرٍ مادامت الفضائياتُ تُبَشِرُنا بعَهْدِ الأمَانِ الأُوبَامِي.
فالنَّغمُ الوتريُّ أو السياسيُّ أو الثقافيُّ أو الحضاريُّ أو الاجتماعيُّ الذي يدفعُ إيقاعُه إلى الرقصِ موجودٌ في الأسواقِ \”مَنْ لا يرقُصُ هذه الأيّامُ فهو كافرٌ\”، والأجساد التي تدفع إلى الديخوخةِ موجودةٌ حيثُ التفتَّ وتباعُ في المزادات العلنيةِ دونما تأَثُّرٌ بالأزمة المالية العالمية \”أزماتُ الغربِ لا تؤثّرُ في الأُمَّة العربية إلا بعد استنساخِها واستيرادِها من قِبَلِ النُّخبةِ\”. الحربُ القادمةُ مع أعدائنا ستتأخّرُ لاعتباراتٍ فنيّةٍ مخصوصةٍ بهم وهو ما يعني أنّنا سنعيشُ جميعًا عدا أعداءِ الحياةِ. فَمَنْ يصنعُ الموتَ إذن؟
المَيِّتونَ الأمواتُ ينعمونَ بالراحةِ والسلامِ في عالَمِ الغيبِ. والميِّتونَ الأحياءُ في عالَمِ كِتْمانِ الشهادةِ سينعمون بالراحةِ والسلامِ عندما يلتحقونَ بمولاهم. أمّا في الأرضِ فهم يُرْزَقون بالقسطاسِ وبحسبِ سُرعة سيَلانِ قُروضِ البنكِ الدولي وما يحكمُها من \”توصياتٍ\” وتوصيفاتٍ اقتصاديّةٍ تُغلّفُ أنماطَ السياسةِ التي يرتضي المُجتمع الدولي لبعضِ الدولِ حتى لا يزدادَ الإرهابُ فيها ومن ثمّة التقتيلُ \”لا تخافوا من الإرهابِ، فالأمم المتحدة قادرة على اكتراءِ قُوّةِ ردعٍ كبيرةٍ إمّا من جيش إسرائيل وإمّا من شركات الأمن الامريكية\”.
مَنْ يُشجّعُ على الموتِ إذن؟
عن العرب اللندنية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *