من يسكن جراح المعذبين في الأرض ؟!

Avatar

محمد الفايدي

* أحياناً تلاحظ أن الحياة قاسية جداً على بعض نماذج في المجتمع لا يعرفون كيف يتصرفون في أمور حياتهم المعيشية الصعبة جداً لدرجة عندما تصل الأمور إلى طريق مسدود لا يكون أمامهم غير سفح الدموع والتشرد في الشوارع في محاولة للتخفيف من تلك الهموم التي تجثم على انفاسهم ليلاً ونهاراً كلما ازدات الظروف المعيشية صعوبة واصبح الخروج منها أكثر صعوبة استفحالاً .
ومعذرو فذلك الذي يسقط عليك بسيارته، عندها تأكد بأن ليس بإرادته ولكنه مشغول التفكير وسارح الذهن وعندما تنبهه الى ذلك يرفع لك باشارة من يده اعتذاراً بأنه مستعجل لتوصيل أولاده إلى مدارسهم وجيبه فارغ حتى من اعطائهم مصروف الجيب ولهذا فهو مجبور على التفكير والسرحان فمن لم يجرب جوع الصغار في المدرسة اثناء الفسحة لن يهتم بجوع الكبار على مكاتبهم ولا داخل منازلهم الصغيرة.
ولاشيء اصعب من ان ترى مواطناً عجوزاً يستجدي عواطفك على بوابة الصيدلية بأن تؤمن له الدواء المكتوب بروشته الطبيب وبأسعار غاية في المغالاة لكنك امام توسلات هذا الفقير المسكين المعدم تضطر أن تنقده كلما في جيبك بأن يحاول مع عطوف آخر للحصول على بقية قيمة الدواء.
ولم أصدق يوماً أن اواجه بواحد يطلب قيمة لتر البنزين لسيارته القديمة التي أكل الدهرعليها وشرب لو لم يحدث هذا أمامك بعد أن توقفت السيارة في منتصف الطريق واضطر أن يدفعها على جانب الرصيف.
ويوماً سمعت آهاته تسبق مطلبه ثم صد عني عندما شعر بأن دموع الرجال تسبق إلى النزول فعالجها بطرف غترته محاولاً أن لا يراه أحد لأنه عزيز نفس يكره الشفقة.
وكل شيء يهون إلا أن تتصبر امرأة وتصبر على حالها في ظروف حياتية قاسية تئن من حملها الجبال لكن المرأة تظل صابرة ومتماسكة تربي ابناءها الصغار بإمكانيات مادية متواضعة جداً ومع ذلك ينفرج لها الحظ اخيرا وتتخرج احدى بناتها لتنخرط في وظيفة، صحيح انها متواضعة لكنها على اية حال تشد احد أركان الدار قبل أن ينهار إلى أن يتخرج البقية من القصر الصغار، ولاعليكم انظروا عن يمنيكم ستجدون مثل هذه النماذج البائسة كثيراً وانظروا إلى شمالكم أيضاً ستجدون من يعيشون في الحياة الرقدة ومابين هذا وتلك هناك أيادٍ محسنة تمتد لمساعدة النماذج البائسة لتخفف عنها قسوة الحياة لكنها آياد قليلة في بلد موارده المالية كبيرة جداً .
فضلاً أعد القراءة وقل لي هل شعرت بما شعرت به من هم وغم كونك غير قادر على فعل شيء لمثل هؤلاء؟!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *