[COLOR=blue]أ.د. عزة غانم[/COLOR]
كلنا الآن في حالة تمنٍ وأحلام بان يخرج الحوار الوطني بالحلول الملائمة والسعادة الدائمة .لأننا نريد مخرجاً مما نحن فية.ونريد نفقاً نرى في آخره نوراً.نظرية اوبنهايمر بأن بداية انتشار البشر كانت قبل 40 ألف سنة بهجرة واسعة من وسط أفريقيا عبر اليمن إلى دول الهند والشرق الأقصى وأستراليا إن كانت صحيحة فهي تحملنا المسوؤلية كبيرة نحو انفسنا ومن حولنا . ربما تناقلنا هذه المسوؤلية من خلال الجينات للأجيال السابقة ولكن يجب أن نهييء انفسنا لكل الاحتمالات ولا نيأس ولانحبط أن فشلنا بل نكرر المحاولات حتى الوصول إلى الصواب وسيجعل الله بعد العسر يسرا.
لقد اعجبني ما طرحه ابو بكر الدسوقي في مقاله عن الحصاد الهزيل للثورات وكيف تنامت تطلعات الشعوب من 2010 لمستقبل أفضل يعم فيه العدل بدلاً من الاستبداد والفساد وتحقيق نهضة اقتصادية كما حدث في أوروبا الشرقية وكما حدث في شرق وجنوب آسيا من تغيير اقتصادي.
ولكن الواقع اختلف كثيرا عن المأمول لأسباب كثيرة فقد ساد الخلاف والانقسام والتنازع على السلطة بين الأحزاب والفرق المتناحرة والقبائل واستشرى العنف وتأجج الانفلات الامني والمليشيات المسلحة والصراع السياسي والافلاس الاقتصادي والتعصب الحزبي والقبلي وأسوأ من كل ذلك المذهبي.
كل هذه المشكلات موجودة الآن في دول الربيع العربي كما يقول الدسوقي والصراع الداخلي جعل الدول وحكوماتها الجديدة عاجزة عن إدارة التحول الديمقراطي المرجو على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
ومن الآثار السلبية زيادة البطالة وارتفاع الأسعار وتراجع الاستثمار المحلي والخارجي وانقطاع السياحة وتهدم البنية التحتية وشحة الدخل والوقود والطاقة والنفظ والاعتماد بشكل أكبر على المعونات من الخارج النقدية والعينية وعجزت الحكومات الجديدة عن رؤية ما يحتاجه المواطن وتحقيق التغيير،ليس هذا فحسب بل أصبحت هذه الدول عرضة للاختراق ويبدو واضحاً عجز الأنظمة الاستخباراتية عن متابعة هذا النظام الجديد.
ولكن رؤيتنا تعاني من قصر نظر فالخطر الأكبر الذي يحيق بنا هو الاستهداف الصهيوني الذي أسهم في التأجيج الإعلامي واستغل الحاجة المحلية الملحة للتغيير التى كانت الشعوب تنتظرها.
هل بعد كل مارأينا نستبعد قيام دول صهيونية أكثر توسعاً وسلطة في الإقليم العربي؟.
وما يردده البعض هو دور الثورة المضادة في افشال التجربة وصارت الثورة المضادة الشماعة التى يعلق عليها الأداء الردئ والقصور والتقاعس والغموض .
نحن بحاجة إلى توافق وطني حقيقي وليس شكلياً وإلى ثقة متبادلة والتخلص من الأنانية وتغليب المصلحة فنحن زائلون والوطن باقي .
إسرائيل تحاول اقحام أمريكا في حرب استنزاف طويلة المدى مثل حرب العراق وتستخدم بريطانيا وفرنسا للأقناع والحقيقة مهما اختلفنا مع إسرائيل في الرأى فيجب أن نعترف لها بالدهاء والمكر.
يقول \” دوما\” بان الايديولوجية الصهيونية لم تعد تكثرت باليهود والفئات الدينية المعارضة لها أحياناً فهي تخطط لاحتلال مكانة أمريكا الحالية في العالم وهي تتوقع انهيارها ..
وقال دوما بأن النظم الامبريالية تدعم المتمردين كلما تعرضت مصالحها للخطر وكتب \”ميشيل ديمبو\” سفير فرنسي سابق عن ماقامت به إسرائيل من التخطيط لحرب أهلية في جنوب السودان بهدف\” بلقنة \” بلد تقوده حكومة مؤيدة لفلسطين وقد دعت أمريكا للتدخل العسكري في السودان .
ولكن إسرائيل تلاحق كل من يتكلم عن الإبادات والهوكولوست ومعاداة الساميين .أليس العرب والفلسطينيون من الساميين أين قول الحق والجرأة والوعي والعدل؟
ألا نرىد الأمن والسلام والأخلاق لأطفالنا وشبابنا وأن يعيشوا في وضع أفضل أخلاقياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً؟ دعونا نتصالح ونتسامح ونترك الحساب والعقاب لله فقط سبحانه وتعالى.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *